تقابلت معهن بالصدفة في أحد المراكز النسائية الخاصة بالعلاج الطبيعي.. ثلاث سيدات تتراوح أعمارهن بين الأربعين والخمسين عاماً..
وفي قاعة الانتظار دار الكثير من الحوارات والمناقشات الساخنة، وعندما تطرقن لمواضيع عن المجتمع الأمريكي الذي لم ولن يتقبل الحجاب الشرعي، بدأت في الانشغال بحديث كل منهن والانصات جيداً فقد كانت المواقف غريبة وكان حديثهن شيقاً.. كما لو كنت أتابع فيلم " أكشن"!
وعندما طلبت الإذن لنشر مواقفهن الخاصة طلبن مني عدم ذكر الأسماء.. وفي الواقع ليست الأسماء مهمة لدينا نحن المحررون قدر اهتمامنا بالقصة والحدث.
وكان موضوع النقاش الأساسي عن الحجاب الشرعي وتطور ليصل إلى مواضيع أخرى كنظرة الآخرين في الخارج للحجاب، إذ قالت إحداهن: " منذ عامين، حدث معي موقف لم ولن أنساه..
كنت أقضي أنا وزوجي والأبناء يوماً حافلاً بالمتعة على شاطئ ميامي بولاية فلوريدا، ورغم كوني في شاطئ يتعرى فيه الجميع إلا أنني كنت أرتدي العباءة والحجاب، وكان زوجي يخاف من نظرات الآخرين الغريبة هناك ولطالما حذرني من عواقب هذا الحجاب اللافت للأنظار إلا أنني كنت متمسكة بالحجاب أينما كنت.
وعندما طلبت الإذن لنشر مواقفهن الخاصة طلبن مني عدم ذكر الأسماء.. وفي الواقع ليست الأسماء مهمة لدينا نحن المحررون قدر اهتمامنا بالقصة والحدث.
وكان موضوع النقاش الأساسي عن الحجاب الشرعي وتطور ليصل إلى مواضيع أخرى كنظرة الآخرين في الخارج للحجاب، إذ قالت إحداهن: " منذ عامين، حدث معي موقف لم ولن أنساه..
كنت أقضي أنا وزوجي والأبناء يوماً حافلاً بالمتعة على شاطئ ميامي بولاية فلوريدا، ورغم كوني في شاطئ يتعرى فيه الجميع إلا أنني كنت أرتدي العباءة والحجاب، وكان زوجي يخاف من نظرات الآخرين الغريبة هناك ولطالما حذرني من عواقب هذا الحجاب اللافت للأنظار إلا أنني كنت متمسكة بالحجاب أينما كنت.
وحدث أن غاب زوجي والأبناء قليلاً وبقيت وحدي على الشاطئ وفجأة وجدت سيارات الشرطة تحاصرني من جميع الجهات ورجال الشرطة، منهم من أخرج الكلبشات ومنهم من يتحدث بجهازه اللاسلكي وكانت نظراتهم موجهة إلي، ولكنني لم أعرهم أي اهتمام، وتظاهرت بالهدوء واللامبالاة فأنا لم أقم بارتكاب جرم أو خطأ!؟.. وعندما أتى زوجي ورأوه بملابسه التي تشبه ملابس الأمريكان على الشاطئ (الشورت والقبعة) تركوني وشأني بعد أن تحدثوا مع زوجي لدقائق، حيث أمروه أن يمنعني من الخروج بهذا الشكل مرة أخرى.. وطبعاً لم أسلم من تأنيب زوجي لي وتذمره من ارتدائي العباءة السوداء في مجتمع لم يعتد على رؤية امرأة محجبة بهذا الشكل ولا يعي معنى هذا الحجاب لجهلهم بتعاليم ديننا".
وأضافت بتعجب: "الغريب أنني قبل هذا الموقف كنت قد أمضيت 8 سنوات في أمريكا وفي ولايات عديدة منها ولم يتعرض لي أحد بنظرة أو حركة رغم كوني محجبة! ولكن ما حدث في ميامي كان غريباً للغاية!".
وتحكي سيدة أخرى حكايتها عن قريبتها التي عانت عدة مواقف في أمريكاً أيضاً بسبب حجابها الذي كان أكثر لفتاً للأنظار من الأولى، قائلة: "كانت تغطي كل جسمها بالسواد من الأعلى إلى أخمص قدميها.. بل وترتدي القفازات! وبينما كانت هذه السيدة مع أطفالها في إحدى ساحات اللعب الخاصة بالأطفال، شعرت بحركة من الوراء فالتفتت لتجد ورقة ملصقة على ظهرها مكتوب عليها عبارة ساخرة باللغة الإنجليزية تعني (الغول)! ربما ألصقها أحد المراهقين المؤذيين بطبعهم.. ولكنها سببت لها الشعور بالاستياء والضيق.
ولم تستطع تلك السيدة العيش في أمريكا لازدياد المضايقات بسبب حجابها الكامل الأمر الذي دفعها إلى المغادرة".
أما إحدى السيدات التي كانت تستمع في البداية ملتزمة الصمت، فقد نطقت أخيراً وسردت موقفاً يفوق المواقف التي قيلت غرابة!
وتحكي سيدة أخرى حكايتها عن قريبتها التي عانت عدة مواقف في أمريكاً أيضاً بسبب حجابها الذي كان أكثر لفتاً للأنظار من الأولى، قائلة: "كانت تغطي كل جسمها بالسواد من الأعلى إلى أخمص قدميها.. بل وترتدي القفازات! وبينما كانت هذه السيدة مع أطفالها في إحدى ساحات اللعب الخاصة بالأطفال، شعرت بحركة من الوراء فالتفتت لتجد ورقة ملصقة على ظهرها مكتوب عليها عبارة ساخرة باللغة الإنجليزية تعني (الغول)! ربما ألصقها أحد المراهقين المؤذيين بطبعهم.. ولكنها سببت لها الشعور بالاستياء والضيق.
ولم تستطع تلك السيدة العيش في أمريكا لازدياد المضايقات بسبب حجابها الكامل الأمر الذي دفعها إلى المغادرة".
أما إحدى السيدات التي كانت تستمع في البداية ملتزمة الصمت، فقد نطقت أخيراً وسردت موقفاً يفوق المواقف التي قيلت غرابة!
تقول: "منذ عشرين عاماً كنت في رحلة على متن إحدى الطائرات المقلعة من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وكنت المسلمة والعربية الوحيدة من بين الركاب، وبسبب ملامحي حدث لي موقف تعيس لن أنساه ما حييت!"
وتسرد السيدة أحداث الموقف قائلة: "في المطار الأمريكي فوجئت أنا وزوجي بسلسلة من الأسئلة، اتهموني أن لي علاقة بأحد الإرهابيين الإيرانيين الذي اختطف إحدى الطائرات الأمريكية آنذاك فقط لأن ملامحي -على حد قولهم- إيرانية!!..أما زوجي فقد قالوا أنه ليس سعودياً بل لبنانياً!".. وأضافت ضاحكة: " أتساءل كيف يكون زوجي لبنانياً بهذه الملامح والبشرة التي تعتبر ماركة مسجلة للسعوديين!؟"... وتتابع حديثها قائلة: "وبعد أن أرهقونا بالتحقيق في هويتنا وأسئلة أخرى قرروا التأكد وذلك بالاتصال بالمسؤولين في المملكة، وفعلاً قاموا بالاتصال بعدد من المسؤولين وأعطوهم اسمي واسم زوجي لمعرفة ما إذا كنا من أصحاب السوابق وغيرها من المعلومات! واتصل بي شقيقي والذي يعمل مسئولاً مهماً في الوطن مباشرة بعد معرفته بما يحصل لي، وصعق عندما وجد اسمي ضمن قائمة أسماء المشتبة فيهم!!"
وتسرد السيدة أحداث الموقف قائلة: "في المطار الأمريكي فوجئت أنا وزوجي بسلسلة من الأسئلة، اتهموني أن لي علاقة بأحد الإرهابيين الإيرانيين الذي اختطف إحدى الطائرات الأمريكية آنذاك فقط لأن ملامحي -على حد قولهم- إيرانية!!..أما زوجي فقد قالوا أنه ليس سعودياً بل لبنانياً!".. وأضافت ضاحكة: " أتساءل كيف يكون زوجي لبنانياً بهذه الملامح والبشرة التي تعتبر ماركة مسجلة للسعوديين!؟"... وتتابع حديثها قائلة: "وبعد أن أرهقونا بالتحقيق في هويتنا وأسئلة أخرى قرروا التأكد وذلك بالاتصال بالمسؤولين في المملكة، وفعلاً قاموا بالاتصال بعدد من المسؤولين وأعطوهم اسمي واسم زوجي لمعرفة ما إذا كنا من أصحاب السوابق وغيرها من المعلومات! واتصل بي شقيقي والذي يعمل مسئولاً مهماً في الوطن مباشرة بعد معرفته بما يحصل لي، وصعق عندما وجد اسمي ضمن قائمة أسماء المشتبة فيهم!!"
وتابعت قائلة: " بعد أن تأكدوا من هويتي وأنه ليس لي أو لزوجي أي علاقة بالإرهاب وبعد تأكيد المسؤولين في المملكة أنني من عائلة طيبة ومعروفة تركونا وشأننا ولكنهم أدرجوا اسمي ضمن القائمة السوداء بعد أن رفضت التفتيش الذاتي.. وبالنسبة لي أن يكون اسمي ضمن الـ(بلاك لست) فهذا يعني الكثير من المتاعب مع كل رحلة إلى الولايات المتحدة ولكنه أهون بالنسبة لي من التفيش الذاتي!"
وسألتها.. عفواً، ولكن ما هو التفتيش الذاتي؟؟
فأجابت: "هو أن أوضع في غرفة خاصة وأخلع جميع ملابسي بحضور سيدتين ليتم تفتيشي ومن ثم تصويري عارية للتأكد من عدم وجود أي أسلحة أو مواد من هذا القبيل!!.. وهذا شيء يستحيل أن أقبل به!"
وهنا أخذت إحدى السيدات تعلق ضاحكة: "جيد أنك لم تخضعي للتفتيش الذاتي وإلا لكانت صورك الآن في جميع صفحات الإنترنت!!.. لا نستبعد شيئاً من الأمريكان"!
وبعيداً عن (السوالف) التي لا تنتهي لأولئك النسوة في المركز، ذكرت لي إحدى الفتيات من الدمام ما حدث لشقيقها الذي ولد وعاش لسنتين في أمريكا، وعندما عادت الأسرة لأرض الوطن وفي أحد مطارات المملكة كان الطفل الصغير مرعوباً وينظر باستغراب لمن حوله، حيث كان هناك الكثير من السيدات في المطار بالعباءة السوداء والنقاب وأنواع أخرى من الأحجبة التي لم يعهدها من قبل.
وعلقت (د. آمال الودعاني)- طبيبة وكاتبة صحفية-: " لقد سافرت للعديد من الدول ورأيت الكثير من النساء المحجبات الحجاب الشرعي الكامل، ولم يكن ذلك غريباً على المجتمع الأوروبي على وجه الخصوص كبريطانيا وفرنسا حيث تعود أفراد هذه المجتمعات على العرب والحجاب. ولكن لا يعني هذا أن هناك دولاً أوروبية تتقبل الحجاب، فهناك إيطاليا وهولندا وغيرها.
فأجابت: "هو أن أوضع في غرفة خاصة وأخلع جميع ملابسي بحضور سيدتين ليتم تفتيشي ومن ثم تصويري عارية للتأكد من عدم وجود أي أسلحة أو مواد من هذا القبيل!!.. وهذا شيء يستحيل أن أقبل به!"
وهنا أخذت إحدى السيدات تعلق ضاحكة: "جيد أنك لم تخضعي للتفتيش الذاتي وإلا لكانت صورك الآن في جميع صفحات الإنترنت!!.. لا نستبعد شيئاً من الأمريكان"!
وبعيداً عن (السوالف) التي لا تنتهي لأولئك النسوة في المركز، ذكرت لي إحدى الفتيات من الدمام ما حدث لشقيقها الذي ولد وعاش لسنتين في أمريكا، وعندما عادت الأسرة لأرض الوطن وفي أحد مطارات المملكة كان الطفل الصغير مرعوباً وينظر باستغراب لمن حوله، حيث كان هناك الكثير من السيدات في المطار بالعباءة السوداء والنقاب وأنواع أخرى من الأحجبة التي لم يعهدها من قبل.
وعلقت (د. آمال الودعاني)- طبيبة وكاتبة صحفية-: " لقد سافرت للعديد من الدول ورأيت الكثير من النساء المحجبات الحجاب الشرعي الكامل، ولم يكن ذلك غريباً على المجتمع الأوروبي على وجه الخصوص كبريطانيا وفرنسا حيث تعود أفراد هذه المجتمعات على العرب والحجاب. ولكن لا يعني هذا أن هناك دولاً أوروبية تتقبل الحجاب، فهناك إيطاليا وهولندا وغيرها.
وتبقى أمريكا برأيي أكثر الدول التي يجب على المرأة العربية والمسلمة أن تأخذ الحيطة والحذر من مجتمعها فقد غلبت العنصرية على معظم أفراده خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وغيرها من الأحداث التي هزت المجتمع الأمريكي".
نشر في: جريدة (اليـوم) يونيو 2003
نشر في: جريدة (اليـوم) يونيو 2003
No comments:
Post a Comment