May 23, 2008

الدمام تشكو من هؤلاء!!

لا يخلو أي مجتمع من شريحة من الأفراد اعتدنا أن نصفهم بالمتخلفين فكرياً وسلوكياً.. مجموعة ابتلي بها المجتمع من رجال ونساء وشباب وأطفال...غير أن هذه الفئة في مجتمعنا لا تطاق أبداً!
سأذكر ما جرى لي في أحد المجمعات التجارية بالدمام وفي أحد أيام الصيف حيث تزدحم فيه مدينتنا بسكانها ومئات المواطنين من مناطق أخرى.
قررت الدخول إلى مكان تناول الطعام المخصص للعائلات لاحتساء مشروب بارد, إذ لا يوجد مقهى في ذلك المجمع.. وفوجئت بتحول المكان مع الازدحام إلى حاوية للنفايات (أعزكم الله) فالمهملات ملقاة في كل ركن, والأرضية مليئة ببقايا الأكل والمشروبات.. فاخترت طاولة بعيدة عن تلك القاذورات والضجة من حولي.. ولكنني لم أسلم من شقاوة الأطفال الذين لا أعرف كيف سيتصرفون لو كانوا في بيوتهم وليس في مكان عام؟؟!، حيث كنت شاردة الذهن وإذا ببالونة مملوءة بالماء ترتطم بي, قذفها أحدهم من بعيد.. فأخذت ألتفت يميناً ويساراً علني أضبط ذلك الشقي لألقنه درساً, وأنا أجفف نفسي من الماء.. والذي كنت أتمنى أنه ماء فعلاً وليس مشروباً غازياً!.. وأخيراً عرفت الفاعل من نظرات أمه المرتبكة.. فاكتفيت بنظرة حادة لأن الأدب يمنعني من الدخول في نزاع وفي مكان عام!
خرجت من المكان وأنا منزعجة جداً وأشعر بكثير من القرف!! فالمكان كان مثيراً للاشمئزاز! والغريب أن العائلات الموجودة كانت تأكل وجباتها بشهية مفتوحة, فالجميع يأكل بشراهة في مكان يسد النفس تماماً!!..وبعيداً عن تلك المجمعات المصابة بجنون البقر في الصيف والإجازات!، نجد أن الكورنيش الذي يفترض به أن يكون الملاذ لمرتاديه قد تحول هو أيضاً في هذه المواسم إلى مكان آخر مختلف تماماً وقد تغيرت معالمه بفعل بقايا الوجبات والعلب المرمية هنا وهناك.. والأكياس القذرة المتطايرة.. والفئران التي تسرح وتمرح فيه مع ازدياد كمية المهملات... والغريب أن هناك الكثير من حاويات النفايات في الكورنيش.. فهل هي هواية لهؤلاء المتخلفين أن يستمتعوا برمي ما يشاءون في الأماكن العامة؟؟!
وما لفت انتباهي في إحدى المرات التي كنت أتجول فيها على الكورنيش منظر عامل نظافة كان في حالة يرثى لها, حيث كان واضحاً عليه التعب والإرهاق وهو يلتقط تلك المخلفات ولكن بلا فائدة، فما أن يتم التخلص منها ويعود للمكان رونقه صباحاً حتى تعم الفوضى من جديد مساءً.. فأين العقوبة ممن يُحدثونها ويشوهون مدينتنا الحبيبة؟!
وأجزم بأن من يتسبب بهذه الأمور هم من الأجانب المقيمين وسكان المناطق الأخرى فمن المستحيل برأيي أن يسيء المرء لمدينته التي يعيش فيها ويتنفس هواءها ويفخر بها!
وأرى أنه لو وضع مسئولينا عقوبة قاسية على كل من تسول له نفسه رمي شيء في غير المكان المخصص للنفايات لما ظهرت الدمام بهذا الشكل المزري في العطلات، وسيصبح لها هيبة تظهرها بالمستوى الذي يليق بها كمدينة عريقة تعانق أمواج الخليج.
وأطالب أن تكون العقوبة غرامة مالية وأن يخصص جزء من المبالغ المكتسبة لعمال النظافة المساكين الذين يجوبون الشوارع في النهار الساخن وحتى ساعات المساء التي تزداد فيها الرطوبة, لأجل تنظيف الكورنيش مما خلفه المستهترون.
كذلك أقترح عقوبة على من يفتح باب السيارة أثناء وقوفه أمام الإشارة الحمراء فيبصق على الشارع بدون احترام للآخرين من حوله, ومن يبصق في أي مكان بشكل عام, فقد أصبح السير على الأقدام في بعض شوارع الدمام كالسوق الشعبي وغيرها من الأماكن المزدحمة بالعمالة الآسيوية أمراً صعباً للغاية بسبب تلك العادة القبيحة التي ترغمك على المشي وأنت تنظر إلى الأسفل!؟
وأرجو أن تكون العقوبة مهينة بحيث تجعله يخشى فعل ذلك مجدداً, وأقترح أن تكون بجعله يخلع قميصه ويمسح به ما لفظه وأن يقوم بتنظيف المكان وما حوله لمدة لا تقل عن 8 ساعات أسوة بإحدى الدول المتقدمة.. وحبذا لو كان فوقها غرامة مالية تكفي لردعه!!
حرر في: أغسطس 2004

No comments:

Post a Comment