Aug 11, 2008

مواطنون يشيرون لموضع الألم في وزارة الصحة :
خدمات بعض المستشفيات "تعل" المرضى والأصحاء


بما أن الدولة ممثلة في قيادتنا الرشيدة قد أولت جانب الاهتمام بالصحة والرعاية الطبية جل اهتمامها ورصدت لها الميزانيات الكبيرة واهتمت ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في كل مدينة ومحافظة وهجرة ، وجعلت الاهتمام بإنسان المملكة من أولويات الخطط الاستراتيجية التنموية. فكان لزاماً على وزارة الصحة أن تحقق الأهداف السامية والخطط القويمة نحو توفير العلاج الشامل لكل مواطن . غير أن هنالك بعض أوجه القصور في الوزارة من حيث الخدمات الصحية والطبية المقدمة والكادر العامل والعلاج اللازم .
أخذت جولة في عدد من المرافق الصحية واستطلعت شريحة من المرضى والمواطنين في محاولة مني لإبراز النقص الذي تعاني منه بعض تلك المرافق ... فكانت هذه الحصيلة التي أضعها على طاولة وزير الصحة للنظر فيها بعين التحسين والتطوير والمحاسبة... ونبدأ بمآسي الأسنان.. والتقيت بـ(أم سعد) التي تحدثت إلي بانزعاج تام قائلة:
" أخذت أتردد على مركز الأسنان بالدمام لمدة سنة تقريباً، وفي كل مرة أذهب فيها أعود بلا فائدة. كان عندي جسر أسنان قديم، وكنت أتألم منه، فذهبت لأحد المستوصفات الحكومية، وطلبت تحويلي لمركز الأسنان، فطلبوا مني في البداية الانتظار للحصول علي رقم ثم أخذوا مني رقم هاتفي ووعدوني بالاتصال إذا ظهر رقمي.. واتصلوا بي بعد سنة!
بقيت طيلة تلك الفترة أعاني من الألم لأن حالتي المادية لم تكن تسمح لي بالذهاب لمستشفى خاص، وبعد اتصالهم بي ذهبت للكشف على أسناني عند أحد الأطباء الوافدين فقال لي تعالي بعد أسابيع، وذهبت لهم مرة أخرى، وقابلت طبيباً آخر كشف على أسناني، ثم حولني على قسم الأشعة، ثم قال لي راجعينا بعد فترة. وعندما عدت إليهم على الموعد، أخذوا يماطلون، فدخلت على المدير من شدة القهر وقلت له أنا لا أريد شيئاً أكثر من خلع الجسر وتخليصي من الألم. فقال المدير بكل برود أنا ليس لي كلمة عليهم، ما يقوله الأطباء هو الصحيح، فخاب ظني. واضطررت من شدة الوجع أن أذهب لأحد المستوصفات الخاصة للأسنان وأخذوا مني مبلغ 7000 ريال.. هذا بعد الخصم !- والله أعلم كيف جمعت هذا المبلغ- ولكن النتيجة مريحة جداً فقد انتهت المشكلة خلال أسبوع، وحسبي الله على مركز الأسنان الذي أخرني سنة ونصف"!!
والتقيت بـ (منى) والتي حدثتني قائلة: "ذهبت إلى مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر (التعليمي)، وكنت مبتهجة لأن موعدي أتى أخيراً بعد سنوات لتركيب تقويم لأسناني، وتم تركيب التقويم الثابت لمدة سنة و7 شهور وطلب مني العودة لخلعه بعد هذه المدة، مع العلم بأن أسناني لم تكن متساوية تماماً، فقلت لا بأس، سأخلعه لأضع المتحرك فربما تتحسن أسناني فهو الطبيب وهو يفهم أكثر مني. ولكنه لم يحدد لي موعداً لأجل تركيب التقويم المتحرك، فذهبت من نفسي فقالوا لي بأنه سافر!؟.. وجلست فترة طويلة لعدة أشهر بدون تقويم متحرك مما أدى إلى رجوع أسناني لما كانت عليه مسبقاً، وذهبت السنة والـ7 أشهر التي تحملت فيها الألم وفقدان الشهية للأكل خسارة بلا أية فائدة! ولكنني لم أيأس وعدت إليه بعد أن علمت بعودته من بلده وعندما واجهته ألقى باللوم علي قائلاً أنه يفترض بي أن آتي بدون موعد!.. ثم قال لي انتظري حتى نتصل بك.. ولم يتصل بي حتى الآن! ومرت سنة على مشكلتي هذه، فلجأت إلى مركز الأسنان، فقالوا لي بكل برود انتظري ومن الممكن أن يكون موعدك بعد 3 سنوات على الأقل!! فما كان إلا أن ذهبت إلى مستوصف خاص للأسنان ودفعت مبلغاً فوق قدرتي ولكن بالتقسيط، والحمد لله فقد بدأت أسناني في التحسن". وأضافت: "المضحك والمبكي معاً ما حدثتني به إحدى الصديقات والتي أخبرتني أن العلاج في المركز يتطلب الواسطة فهي تعرف إحدى الطبيبات هناك والتي أدخلتها دون عناء الانتظار.. فأين العدل؟؟!".
وتحكي (نورة) قصتها مع إحدى عيادات الأسنان الحكومية قائلة : "ذهبت إلى إحدى العيادات بأحد المستوصفات الحكومية، وبعد طول انتظار، فوجئت بطريقة ذلك الطبيب من الجنسية العربية في العلاج، كان عنيفاً جداً معي رغم أنني جئت إليه وأنا أتألم من التسوس الذي وصل إلى العصب، مما زاد ألمي لدرجة أنني ذرفت الدموع من شدة الوجع. ولكنه كان عصبياً جداً معي مردداً: "بلاش دلع بنات"!!
ولا أبالغ إن قلت أنني كدت أموت أثناء محاولته نزع العصب بأداة حديدية حادة وبطريقة بدائية. فكانت ردة فعلي قوية، إذ قفزت لا شعورياً من مكاني مما سبب لي جرحاً في جدار فمي فقمت من مكاني قبل أن ينتهي الطبيب من عمله ونفذت بجلدي قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه! وخرجت من ذلك المستوصف وأنا أنزف وألمي أشد من السابق!!.. وبعد أيام ذهبت إلى مستوصف خاص وهناك لاحظت الفرق الكبير، ابتداء من قلة ساعات الانتظار ومعاملة الطبيب الراقية وانتهاء بوسائل العلاج الحديثة حيث أمات الطبيب العصب بحقنة خاصة لم أشعر بها!". وتقول (أم سيف) :"تعرضنا لحادث سيارة عنيف، وكانت إصابتي بسيطة، أما الوالدة فقد كسرت ذراعها وكانت تتألم كثيراً، وتأخرت سيارة الإسعاف، لتأتي بعد ساعة.. أو حوالي ساعة ونصف الساعة تقريباً. وحاول رجال الإسعاف مساعدتها ولكن وضع الوالدة كان صعباً حيث كانت عالقة في المقعد الخلفي بالسيارة ولم تكن قادرة على الحركة تماماً. فدخل أحدهم إلى السيارة لتثبيت ذراعها المكسورة، ولكن لم يكن لديه مقص لقص جزء من الكم حيث كانت ترتدي بلوزة بكم طويل.
وليس المقص الذي يعد من الأساسيات البسيطة فحسب، بل كان هناك الكثير من الأدوات الغير متوفرة. وقد رأيت ذلك بنفسي، حيث كانت سيارة الإسعاف فارغة تماماً. والمفروض أن تحتوي سيارة الإسعاف على جميع وسائل الإسعاف، فهناك حالات مختلفة تتطلب العديد من أدوات الإسعاف".
والتقيت بـ(خديجة إبراهيم) وكانت جالسة في قسم طوارئ مستشفى الدمام المركزي لأجل الاطمئنان على جارتها والتي أصيبت بإغمائة سكر، تقول: "لاحظت استهتاراً من الممرضات، فقد طلبن منها المغادرة ومراجعة المستشفى في وقت آخر، رغم أن أذنها ملتهبة وأعصابها متعبة ورغم أنها شبه فاقدة للوعي، وهذه حالة خاصة ومستعجلة يجب ألا تتأخر معالجتها، فحاولت معهن ونومت أخيراً ولكن لم تستدع الممرضات أي أخصائي بحجة انشغال بعض الأطباء، فلماذا وضع قسم الطوارئ إذاً؟.. يجب أن تهتم الممرضة بجميع الحالات، وأن تبلغ الطبيب حتى لو كان مشغولاً لأن ذلك يدخل في صميم واجبه وهو المسئول". وأشارت إلى أنه ليس الجميع بقادر على الذهاب لمستشفى خاص، فلماذا لا يقدّر هؤلاء ظروف الآخرين؟! وتتفق معها في رأيها إحدى السيدات الجالسات في الانتظار، قائلة: "نعم، لا يوجد اهتمام من قبل الممرضات ومعاملتهن للمراجعات جافة، وكذلك هو الحال مع موظفي الاستقبال، الذين لا يقدرون ظروف البعض من المراجعين، فعلى سبيل المثال يقول أحدهم لامرأة كبيرة في السن ومريضة، غير قادرة على الحركة أن تأتي بنفسها لاستلام رقمها الخاص، والتعامل بعصبية مع المراجعين".. وأضافت: "وزارة الصحة قدمت الكثير ولكن الإهمال من العاملين فيها".
أما (فاطمة العيسى) فتشكو من عدم التنسيق في الأقسام والعيادات في بعض المستشفيات الحكومية، كما تشكو التأخير، قائلة: " أتيت ذات مرة والسكر مرتفع لدي إلى أكثر من 400 ويفترض أن يعالجوني أنا أولاً حتى لو أتيت بعد عدد من المراجعات، فحالتي لا تحتمل الانتظار.. إن التأخير خطر جداً فقد يزداد ارتفاع السكر وتزداد الحالة سوءاً".

وأوضحت (مريم) أن مستشفياتنا الحكومية جيدة ولا بأس بها وكذلك الأطباء، ولكن العيب من بعض العاملين فيها، وتخص بالذكر الممرضات الأجنبيات، قائلة: "الكثير منهن معاملتهن سيئة ومستهترات.
يقال أن الممرضات ملائكة الرحمة، فهن أقرب إلى المريض من الطبيب.. ولكني أرى العكس هنا... إنهن مهملات ولا يحترمن مهنتهن".
وتساءلت (دانة): " لماذا عندما نذهب لكثير من المستشفيات الحكومية، نجد فيها نسبة من العاملين الأجانب بما فيهم الأطباء والممرضات وموظفو الاستقبال، علماً بأن هناك الكثير من السعوديين الذين يرغبون في إثبات وجودهم وكفاءتهم من الأطباء وغيرهم من الكوادر، وأعتقد أن معاملتهم أفضل من معاملة الأجنبي."
وأشارت إحدى المراجعات التي التقيت بها في مستوصف حكومي إلى أنه لا توجد فائدة من مراجعة المستوصفات الحكومية فكل حالة علاجها الآتي: مضاد حيوي + مسكن للحرارة والألم! وإذا استلزم الأمر حقنة أو شيء آخر فعليك شرائه من الصيدلية، فهناك أدوية وحقن غير متوفرة في المستوصفات".
نشر في جريدة (اليـوم) يونيو 2004

No comments:

Post a Comment