May 23, 2008

حوار مع الناشطة السعودية (وجيهة الحويدر)


اعتقلت السلطات السعودية صباح يوم الجمعة الرابع من أغسطس الجاري الكاتبة السعودية المثقفة (وجيهة الحويدر)، بعد سيرها على قدميها في جسر الملك فهد، رافعة لوحة مكتوب عليها (أعطوا المرأة حقوقها).
والأستاذة (وجيهة الحويدر) هي كاتبة مرموقة من المنطقة الشرقية حاصلة على الماجستير من جامعة (جورج تاون) الأمريكية وموظفة في شركة أرامكو في الظهران، وناشطة معروفة في مجال الدفاع عن الحريات في المملكة، وخاصة حقوق المرأة السعودية، وقد كتبت الكثير من المقالات سابقاً للفت الانتباه إلى ما يرتكب ضد النساء السعوديات من تمييز جنسي واجتماعي.
ونظراً لإيقافها عن الكتابة منذ ثلاث سنوات بأمر من وزارة الإعلام السعودية فقد اتجهت الأستاذة (وجيهة الحويدر) إلى الكتابة في المنتديات وأشهر المواقع على الإنترنت، منها موقع (الحوار المتمدن).
ويتميز قلم (الحويدر) بجرأته التي تفوق تلك التي تتسم بها الناشطات الخليجيات الأخريات.
الجدير بالذكر أن (الحويدر) قد تم تكريمها عام 2004 على دورها المتميز في الكتابة التنويرية وتم منحها جائزة خاصة برابطة الكتاب العالمية.
كان لي اتصال بـالأستاذة (وجيهة الحويدر) لمعرفة ما الذي حدث بالضبط في الرابع من هذا الشهر.
-أستاذة (وجيهة) كانت تلك المظاهرة في مكان عام ومزدحم خطوة جريئة جداً لم تسبقكِ إليها امرأة سعودية من قبل.. فهل توقعتِ اعتقالكِ من قبل السلطات السعودية؟
نعم.. بل توقعت الأسوء من ذلك! ثم إنها لم تكن مظاهرة. كنت أحمل رسالة أردت إيصالها للملك.. هي نداء لملكنا عبدالله لكي تعطى المرأة السعودية حقها في المواطنة، ولكن الرسالة لم تصل إليه فقررت الخروج في ذلك اليوم ورفع تلك اليافطة، ولا أرى أنني اقترفت خطأ حتى يتم اعتقالي فلا يوجد قانون يمنع أن أتجول أو أحمل لوحة.
-ما الدافع وراء تلك الحركة التي قمتِ بها في الجسر؟
الكثير من الأمور.. أولاً نريد أن تعطى المرأة السعودية حقوقها.. أنا امرأة عمري 45 عاماً وليس لدي حق الوصاية على نفسي وليس لدي محرم يهتم بشؤوني.. إن أكبر أبنائي عمره 16 سنة ولم يحصل على بطاقة أحوال بعد، وأبي رجل مسن ومريض... لست أنا وحدي من أعاني، فالكثير من النساء السعوديات لديهن احتياجات وعوائق في آنٍ واحد.
وأنا لم أبدأ بالمطالبة بقيادة المرأة السعودية للسيارة.. لقد بدأت بالمطالبة بأمور أهم بكثير.. نريد وزارة للنساء.. يجب أن يكون لدينا نحن النساء السعوديات 50% من الوظائف الحكومية على الأقل، لأننا نحن نصف المجتمع، ولأن النساء السعوديات أكثر نساء العالم بطالة!

-وكيف تم اعتقالك؟
انزعج أفراد شرطة المرور واعترضوا طريقي قائلين أنني أعرّض نفسي وغيري للخطر ولكنني لم أبالي.. فأخذوني إلى قسم الشرطة حيث تم عمل المحضر، وجلبوا كذلك رجلاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وكيف تمت معاملتكِ في المحضر؟
كان رجال الشرطة في الجسر طيبون معي، وانتهى المحضر بتعهد بعدم تكرار ما حدث.
-وما كان موقف رجل الهيئة مما حدث؟
كان الرجل متفهماً وقال لي بأنه يؤيدني ولكن الطريقة التي قمت بها خطأ.. قلت له كيف نعبر عن رأينا إذاً؟ فأجاب بالكتابة، فأخبرته بأنني ممنوعة من الكتابة فقال إذاً وجهي فاكس للملك، فأجبت بأنني لا أضمن وصول رسالتي عبر الفاكس. كان الرجل متعاوناً معي ولكنه في نفس الوقت غير راضِ عن الطريقة التي عبرت بها عن رأيي.. ولكن لم يكن لدي خيار آخر.
-في هذا الشهر أغسطس، تكون قد مرت ثلاث سنوات على توقيفك عن الكتابة.. لماذا لا تطالبين بعودتك للكتابة من جديد؟
أنا لم أتوقف عن الكتابة فلا زلت أكتب وأنشر كتاباتي في المواقع الإلكترونية، ولكن الكتابة في الصحف شيء آخر بالطبع لأنها أكثر انتشاراً، لذا سأطالب بحقي في الكتابة، وقد أضطر لرفع قضية إن لم يُسمح لي بالكتابة قبل شهر ديسمبر القادم.
-جميع المواقع التي تكتبين فيها على الإنترنت محجوبة.. فلماذا أنتِ بالذات؟
لأنني كاتبة أقول الحق، وأريد مصلحة المرأة السعودية.. أريدها أن تكون مستقلة كنساء المجتمعات الأخرى بما لا يتعارض مع ديننا، ولكن لا زال مجتمعنا غير متقبل لهذه الفكرة، لذلك تجدينهم يحاربونني ويحجبون كل المواقع التي أكتب فيها، وكل المواقع التي تتحدث عني سواء عربية أو أجنبية.
-وكيف كانت ردود الفعل بعد انتشار خبر اعتقالك مؤخراً؟
تلقيت رسائل من أشخاص كثر أعرفهم وأشخاص آخرون لا أعرفهم ولكنهم جميعاً يدعمونني، كما تلقيت اتصالات من معارف لي من بعض الدول الأوروبية منها ألمانيا، فقد انتشر الخبر بواسطة وكالة رويتر للأنباء، حيث اتصلوا بي شخصياً وأخذوا مني التفاصيل وهم من قاموا بكتابة الخبر ليصل من خلالهم إلى الصحف العالمية.
-هل تتوقعين أن يتغير حال المرأة السعودية في السنوات القليلة المقبلة؟
لا يمكن أن يتغير الحال بالصمت.. يجب أن ننطق لأجل حقوقنا.. ولا بد من المثابرة للوصول إلى أهدافنا، وما حدث في ذلك اليوم لن يمنعني من مواصلة مشواري لأجل أن تنال المرأة السعودية حقوقها.. ويبقى الأمل في مليكنا حفظه الله، فقد وعدنا وإن شاء الله سيفي بوعوده.
حرر في: أغسطس 2006

No comments:

Post a Comment