May 22, 2008

" زبـالة" على صدور شبابنا!

عبارات غير لائقة في أسواق الملابس الشبابية



تخيل نفسك وأنت في مكان عام, مرتدياً فانيلة أو قميصاً ما, لتجد البعض يحدّق نحوك بنظرات غريبة؟! فتنظر إلى نفسك و تتساءل عن الخطأ في شكلك؟!.. الأرجح أن هذا ما سيحدث لك إذا ارتديت ملابس عليها كلمات مسيئة باللغة الإنجليزية وأنت غير ملم بها, أو صور قد تجدها شيئاً عادياً ولكنها شعارات " تحقير" متداولة في مجتمعات أخرى وتجهل أنت معناها... لذا تأكد دائماً من مغزى بعض الصور ومن معنى الكلام المكتوب على أي قطعة تعجبك قبل شرائها, حتى لا تضع نفسك في مواقف محرجة, كغيرك من الشباب الذين وقعوا في الخطأ ذاته وهم غير مدركين!
إليك البعض من هذه المواقف..


تقول (مها)- 26 عاماً-: "أحب ارتداء التي شيرتات التي تحمل صوراً وكتابات مرحة, والحمد لله فأنا لغتي الإنجليزية ممتازة لذا لا أشتري ملابس مكتوب عليها كلام مهين.. ولكنني لم أسلم من الوقوع في الخطأ, فقد كنت أرتدي كثيراً تلك البلوزة التي أحبها وعليها صورة كنت أراها عادية، حتى نبهتني إحدى الزميلات في العمل إلى أن البلوزة فيها من الكلام البذيء بالإنجليزية العامية التي أجهل الكثير منها، فشعرت بالضيق لأنني كنت أحمل كلمات كهذه، وتخلصت منها على الفور".

وأخبرتني (شوق)- 24 عاماً- عن موقف مشابه حدث لها: "أنا إنجليزيتي على قدي! لذا لم أعرف معنى الكلمات المكتوبة على البلوزة وبلون فاقع!.. ولكنني شعرت برغبة ملحة في معرفة معنى العبارة المكتوبة, ففتحت المترجم ولكنني لم أجد أياً من الكلمات التي أبحث عنها.. ونسيت أمرها. ومرت الأيام والتقيت بإحدى الصديقات التي تجيد اللغة الإنجليزية ولديها خلفية واسعة عن المصطلحات العامية الشائعة في أمريكا كونها درست هناك في طفولتها ومراهقتها, فضحكت عندما رأتني وقالت: هل تعرفين ما معنى الكلام المكتوب على بلوزتك؟؟ فقلت: أنا منذ فترة طويلة أريد أن أعرف ولكن لا يوجد له ترجمة؟! فقالت :إن الكلام مكتوب باللغة الأمريكية الـSlang أي العامية لذا لم تجديه ضمن الكلمات في القاموس! فسألتها عن المعنى فاعتذرت عن الإجابة ضاحكة وقد أحمر وجهها! فعرفت أن الكلمات غير لائقة!! وشعرت بالخجل من نفسي لأنني ارتديت شيئاً أجهل ما طبع عليه من كلمات.. ولكنني حمدت الله أن جميع من رآني ارتدي تلك البلوزة جاهلين باللغة الإنجليزية مثلي!"وتكشف (شوق) أنها اشترت القميص من فرع ماركة عالمية معروفة بالخبر, وأن ذلك المحل عليه إقبال كبير من فتياتنا، وأضافت مستنكرة: "كيف يُسمح لمثل هذه الأشياء بالدخول لمجتمعنا المسلم المحافظ؟؟.. أين وزارة التجارة من هذه المحلات التي غالباً ما تبيع أشياء لا تتفق مع قيمنا ونمط حياتنا؟؟!".

وتؤكد (لينا)- 22 عاماً- أن شقيقها تعرض لموقف مماثل قائلة : "يهوى أخي القبعات منذ صغره، وأذكر لكِ هذا الموقف الذي حدث معه قبل فترة, حيث اشترى قبعة "على الموضة" ولم ينتبه لما تحمله من شعار صغير على أحد جوانبها, حتى عاد إلى البيت فاكتشف الصليب! فأعاد القبعة للمحل فرفض البائع إعادتها لأن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل، فما كان من أخي إلا أن صاح فيه قائلاً: "نحن مسلمون ولا نرتدي الصليب"!!.. واستبدل القبعة بأخرى رغم غضب البائع, ولكنه تأكد جيداً من عدم احتوائها على شعار أو شيء آخر من هذا القبيل قبل أن يخرج بها، ومنذ ذلك الموقف وهو يدقق في أي شيء ويفحصه جيداً قبل أن يشتريه, وينصحنا نحن أيضاً بالاهتمام".

وتتابع (لينا) حديثها إلي قائلة: "هناك ملابس يقبل عليها الشباب قد تحمل عبارات تسيء لمن يلبسها وقد رأيت منها الكثير في عدة جولات بالسوق.. أذكر لكم على سبيل المثال ما رأيته على فانيلة رياضية شبابية مكتوب عليها Bullومعناها ثور.. لا أعرف إذا كانت كلمة (ثور) عادية بالنسبة للغرب الذي صنعت فيه تلك الفانيلة، ولكن الأكيد أنها إهانة لمن قد يلبسها في مجتمعنا وهو لا يعرف معناها فكلمة (ثور) تعتبر شتيمة بيننا!".

من جهة أخرى, نجد أن هناك من الشباب من يتفاخر بارتداء ملابس عليها عبارات مهينة أو كلمات تخدش الحياء، فمنهم من يريد كسر القاعدة والمشي ضد التيار دائماً للفت الانتباه إليه!.. في هذا السياق, تقول إحدى المعلمات بمدرسة خاصة : "إنها شاهدت المديرة توبخ إحدى طالبات المرحلة المتوسطة لأنها مصرة على الحضور للمدرسة بنفس الجاكيت الذي سبق أن أنذرتها بعدم الحضور به وقد كان مكتوباً عليه من الخلف عبارة:
BAD GIRL
معناه "بنت سيئة"!.. طبعاً هذه الجملة لها أكثر من معنى، ولكنها تشير إلى سوء الأخلاق على أية حال! ثم أجبرت المديرة الطالبة على خلعه وأخذتها للإدارة لتكتب تعهداً, وبقيت الطالبة حتى نهاية الدوام وهي ترتجف من البرد لأن المديرة صادرت الجاكيت بعد عدة إنذارات بلا فائدة!".


وهناك الكثير الكثير من القطع التي تحمل كتابات أو رموز قد تسيء لصاحبها وهو يرتديها دون علم منه, إما لأنها تعبر عن أشياء غير لائقة أو لأنها تعبر عن سلوك شاذ.
ويطالب كثير من المحافظين وزارة التجارة بشن حملة ضد هذه (الإهانات) التي يحفل بها الكثير من المحلات التجارية ... وأكبر إهانة رأيتها بعيني وغامرت وأنا آخذ صوراً لها دون علم مدير المحل لأعزز بها موضوعي هذا, هي تلك البلوزة التي كتب عليها كلمة TRASH.. ولمن يجهل معنى هذه الكلمة أفيده علماً بمعناها وهو: زبالة!!..
أكرمكم الله!



نشر في: جريدة (اليـوم) فبراير 2005

No comments:

Post a Comment