May 23, 2008

السكيورتيات.. حكايات غريبة ومآسٍ طريفة


يتحدين البطالة بوظائف خطرة
موظفات الأمن.. حكايات غريبة ومآسٍ طريفة

لا توجد مهنة بلا متاعب, فكل عمل أياً كان يتطلب جهداً وقدرة على التحمل, سواء جسدياً أم ذهنياً. ولكن هناك مهناً يتحمل فيها الموظفون إلى جانب ضغوط العمل, ضغوطاً أخرى تتمثل في مضايقات الآخرين لهم من مراجعين وغيرهم والذين يزيدونهم هماً ومعاناة.
ولعل أكثر من يعاني تلك المضايقات, هم من يعملون في بعض المهن التي تتطلب الصبر والشجاعة كـالحراسة.
التقيت بعدد من موظفات الأمن في المنطقة, وتعرفت على معاناتهن مع الغير, من خلال المواقف التي ذكرنها:
(س.م)- تعمل موظفة أمن في مجمع الشرقية النسائي بالدمام- تقول:"تعرضت مرة للسب من إحدى السيدات لأنني طلبت منها حقيبتها لكي أفتشها, وعلى الرغم من أنني أخبرتها بأنها قوانين وضعتها إدارة المجمع وأنني لست سوى منفذة, إلا أنها لم تنفك تصرخ وتلعن!؟.. وتلفظت بألفاظ خارجة أخجل من ذكرها".
وتتابع حديثها قائلة:"ذات مرة دخلت إحداهن وبيدها كوب من القهوة, فمنعتها من الدخول به لأن الدخول بالشاي والقهوة بات ممنوعاً لمصلحة المقاهي بالمجمع, ولكنها أصرت على الدخول به والشرر يتطاير من عينيها, وعندما منعتها سكبت القهوة علي"!
وتضيف أن أكثر ما يزعجها هو إصرار البعض من النساء القادمات للمجمع على الدخول بالممنوعات.. وتوضح قائلة: "هناك البعض من السيدات والفتيات اللاتي يتمردن على النظام ويحاولن الدخول بالممنوعات رغماً عنا.. ومن هذه الممنوعات التي نجدها معهن بكثرة, الجوالات المزودة بالكاميرا، ولكنها هيّنة مقارنة بالأشياء الأخرى التي نفاجأ بها في حقائب الفتيات خاصة المراهقات, مثل السكاكين الصغيرة وغيرها من الأدوات الحادة والتي سمعنا أنهن يحملنها معهن للدفاع عن النفس في (الهوشات!) وكأنهن سيدخلن حلبة للقتال!!؟.. وهناك من وجدنا في حقيبتها مسدساً!.. هذا غير السجائر والولاعات على الرغم من حظر التدخين في المجمع!؟.. وأخرى ضبطنا معها مواداً اشتبهنا بها وعندما أخذنا نتفحصها هربت إلى خارج المجمع تاركة الحقيبة معنا.. وفي النهاية اكتشفنا أنها مخدرات"!!
وحدثتني زميلتها (سلوى) عن مضايقات الزائرات لهن بالشكاوى من أشياء عديدة في المجمع موظفات الأمن لسن مسئولات عنها, وذكرت لنا إحدى هذه الشكاوى قائلة: "ما يضايقني تلك الشكاوى التي نتلقاها دائماً من بعض الزائرات, وأكثرها عن تجول بعض الفتيات في المجمع بملابس ممنوعة مثل القصير والضيق والمفتوح, فنحن لسنا مسئولات عنهن.. إن وظيفتنا هي تفتيش الزائرات فقط لا غير".
وفي قاعة للاحتفالات بالخبر, كان لي حوار سريع مع (خلود) التي تعمل في هذه المهنة منذ 7 أشهر, تقول:"عملي هو تفتيش الحاضرات قبل دخولهن الصالة, فإذا وجدت آلة تصوير أو جوالاً بكاميرا أو سلاحاً أوغيرها من الممنوعات التي توجد بكثرة في حقائبهن أقوم بالاحتفاظ بها لحين خروجهن فأسلمهن ممتلكاتهن. ولكن مؤخراً وجدت نفسي أقوم بمهمة أخرى وهي فض النزاعات!.. ففي إحدى الصالات, بذلت جهداً في فك اشتباك بالأيدي بين فتاة وأخرى وبقية الحاضرات يتفرجن على المهزلة التي بدأت بالسب وانتهت بالتقاذف بالشنط وشد الشعر!! ومثل هذه المواقف غير الحضارية تحدث في بعض المناسبات ونحن من نتحمل المسئولية في النهاية".
وفي مستشفى الولادة والأطفال بالدمام لفت انتباهي مشرفات أمن منقبات, والتقيت بـ( نورة)، التي تحدثت إلي قائلة:"لا يوجد ما يضايقني في عملي بالمستشفى, بل العكس صحيح, فأنا مستمتعة بالعمل هنا, فلا يوجد ظلم البتة, و تعامل الإدارة معنا ممتاز جداً فهم يقدرون جهودنا ويبعثون لنا شهادات تقدير.. ولكننا نعاني التصرفات غير اللائقة من قبل الكثير من المراجعين للمستشفى وأغلبهم من البدو الغير متعلمين، والذين يظنون أن المستشفى ملكاً لهم فيفعلون فيه ما يشاءون دون احترام للقوانين والأنظمة."
وأضافت قائلة:"تصوري, تصل الوقاحة بالبعض إلى سب العاملين في المستشفى وقذفهم بعبارات سوقية.. ففي أحد الأيام, حضرت 4 سيدات للدور الرابع حيث الأطفال حديثي الولادة, وأخذن يصورن بكاميرا الجوال, فقالت لهن زميلتي بهدوء أن التصوير ممنوع في المستشفى, فتلفظن عليها بكلمات نابية مثل: اخرسي يا ...!!.. يا ....!! وعلا صراخهن.. حتى وصل إلى الأدوار السفلية, وأردت أن أهدئ الوضع فقلت لهن يا جماعة إصبروا, دعونا نتفاهم.. وفجأة قمن بسحبي وأردن أن يخلعوا حجابي (علماً بأنهن يرتدين الحجاب الشرعي الكامل.. بل انهن يرتدين القفازات! أي يفترض بهن أن يكن ملتزمات وبقدر من الأدب كما يدل مظهرهن!).. والحمد لله الذي أنقذ الموقف بتدخل أحد رجال الأمن الذي هرع للتفكيك!.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أطالب بوجود رجل أمن في مكان عملنا لحمايتنا من أمثال هؤلاء".
وتذكر موقفاً آخر حدث لإحدى زميلاتها أثناء عملها, قائلة:"أرادت إحدى السيدات رؤية شقيقتها المنومة في غرفة الملاحظة, ولكن الطبيبة لم تسمح لها لأن شقيقتها أدخلت للتو غرفة الملاحظة وطلبت منها أن تأتي فيما بعد فهم يريدون إجراء بعض الفحوصات اللازمة عليها, فحاولت تلك المرأة أن تدخل بالقوة فما كان من زميلتي مشرفة الأمن إلا أن وقفت في وجهها ومنعتها من الدخول, فأخذت تلك المرأة تسب زميلتي بكلمات يندى لها الجبين!..وكان أن صبت جام غضبها على الطبيبة أيضاً قائلة: يا (زبالة)!!.. فأتى زوجها وأخذ يصرخ هو الآخر ويقذف من الكلام ما يقشعر له البدن!. وأخذ يسخر منها قائلاً أنتِ إنسانة تافهة ولو أنها واحدة من جماعتكِ لسمحتِ لها بالدخول!؟.. وعندما ردت عليه هددها بقص لسانها!.. حتى تدخّل أحد المراجعين الذي استفزته وقاحة الزوجين فازدادت المعركة شراسة!! "
وتتابع سرد المواقف التي تتحملها في عملها باستمرار هي والزميلات قائلة: "مرة طلب أحد الضباط كرسياً متحركاً لزوجته، وطلبت منه القليل من الصبر حتى تعيد الممرضة أحدها والذي نقلت به مريضة منذ دقائق, فاشتعل غضباً وأعطاها علقة ساخنة مستغلاً منصبه ورتبته"!!
سألتها؛ وما ردة فعل زميلتك تجاه ما فعله ذلك الرجل, فأجابت:"لم تفعل شيئاً سوى الالتزام بالصمت, وجميعنا هكذا نسكت والشكوى لله، فنحن لا نريد عمل بلبلة في مقر العمل, خاصة أنه مستشفى ويفترض أن يكون مكاناً هادئاً، وعموماً فقد اعتدنا على مثل هذه الأمور".
وأضافت قائلة: "لا أنكر أن هناك زواراً مهذبين ويتعاملون معنا بكل احترام.. ولكن مع الأسف هؤلاء قلة، ولا أبالغ إن قلت أنهم 1 بالمائة! ونقابلهم مرة في السنة"!
وتوافقها الرأي زميلتها (نوف العيسى) قائلة أن المضايقات من قبل المراجعين والزوار هي أكثر معاناتهن, وتذكر موقفاً حدث معها هي وزميلاتها قائلة:"أتت سيدة من منطقة أخرى إلى المستشفى, وكان برفقتها 3 فتيات, وأثناء انشغالها مع الطبيبة, طلبت الفتيات من أحد الرجال المراجعين هاتفه الجوال للاتصال بإحدى قريباتهن وأعطاهن الجوال بحسن نية, إلا أنهن هربن به خارج المستشفى.. وأخذ الرجل يبحث عنهن بلا فائدة!.. وجاء وصرخ فيّ أنا وزميلاتي, وبحثنا عن الفتيات فلم نجدهن, فمنعنا المرأة التي يبدو أنها والدتهن من الخروج قبل تسوية الأمر مع الرجل الغاضب, والذي خيرها بين إعادة جواله أو دفع ثمنه أو إحضار الشرطة, فاضطرت للدفع خوفاً من الشرطة, وبعدها صاحت فينا قائلة أن هذا ظلم!!.. وأتساءل كيف تكون مظلومة وقد دفعت له 900 ريال عن اقتناع!؟"..
وذكرت موقفاً لا يقل طرافة, حدث لزميلة لها وإحدى الزائرات, قائلة:"كانت إحدى السيدات في غرفة الولادة وأمها تنتظر في الخارج وطلبت منا أن نعلمها إذا ولدت ابنتها, وعندما أخبرتها زميلتي بأن العملية تمت بخير وأن ابنتها ولدت, أغمي عليها من شدة الفرحة, فأغمي على زميلتي أيضاً ولكن من شدة الصدمة!, فقد كانت خائفة أن تفصل من عملها لأنها ظنت أن الأم ماتت بسببها!؟.. لدرجة أنها بكيت حتى وقعت مغشياً عليها !"
نشر في: جريدة (اليـوم) مايو 2005

1 comment:

  1. What's up to every body, it's my first visit of this webpage; this
    weblog consists of awesome and actually fine
    material designed for visitors.

    Also visit my blog post - crossy road cheat ()

    ReplyDelete