May 25, 2008

متسولون يبحثون عن الثراء عند إشارات المرور!

مستغلين المكان والطقس
متسولون يبحثون عن الثراء عند إشارات المرور!


تراهم عند المحلات التجارية، أفخم المطاعم، أمام المساجد وقرب أجهزة الصرف الآلي، وأغلبهم حول الإشارات المرورية.. وأحياناً لا مانع لديهم من زيارة بيتك!
إنهم المتسولون الذين ازدادت أعدادهم خلال البضع سنوات الأخيرة، مع أننا نعيش في واحدة من أغنى بقاع العالم!
في كل مكان نسير فيه أضحينا نرى أيادٍ ممدودة هنا وهناك، وكلمات استعطاف وتضرع رغبة في أقل القليل.
ويوجد من ليس بحاجة إلى المال فهو مقتدر ولكنه يمارس التسول بدافع الطمع واستغلال الآخرين.
سأركز في تحقيقي على هؤلاء.. المقتدرين الجشعين.

قمت بجولة في الأماكن التي يفضلها المتسولون في مهمتهم اليومية التي أصبحت ظاهرة جديدة تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا،
فكانت هذه المشاهد...
في البداية رأيت طفلة سمراء البشرة ترتدي ملابس جيدة ولكنها ممزقة.. ويبدو لي أنها ممزقة بتعمد!
سألتني المال فسألتها؛ أين أهلك عنك؟! أين أمك؟ فأجابت: "أمي تترزق الله عند الإشارة"!
وبعد ابتعادي عن المنطقة الاستراتيجية التي تحتلها الإبنة وهي بوابة مجمع تجاري في الخبر، وجدت امرأة عند الإشارة تتسول بصورة مكررة وهي تحمل طفلاً رضيعاً في عز الرطوبة.. سألتها؛ يا أختي ما ذنب هذا الطفل الرضيع؟ وما ذنب تلك الإبنة التي تركتيها لوحدها في الشارع حتى يعانيا في طفولتهما؟!.. ولكنها لم ترد علي!
امرأة أخرى تضع في حضنها أيضاً طفلاً رضيعاً يبدو عليه التعب، رأيتها لأكثر من مرة أمام أحد المطاعم الشهيرة في الخبر، وبعد أن آلمني مظهر الطفل الذي كان يتنفس بصعوبة بسبب ارتفاع حرارة الجو والرطوبة والجوع والعطش، ذهبت إليها وطلبت منها أن تعود إلى بيتها وإلا فسوف أتصل بالمسؤولين! وابتعدت على أمل أن يؤثر فيها كلامي فترحم طفلها وتعود به إلى البيت، ولكنني عدت بعد أيام ورأيتها بالمصادفة في نفس المكان ولا يزال طفلها في حضنها مرمياً كجثة هامدة!!
مشهد آخر أراه يومياً وفي كل الأوقات، أطفال ومراهقون يجوبون الشوارع ويقفون في كثير من الأحيان عند أية إشارة، يبيعون معطرات للسيارة ويحملون أيضاً علب مناديل ورقية.. قد يشتري منهم البعض، وقد يعطيهم البعض الآخر المال دون أن يأخذ منهم شيئاً رأفة بحالهم، وما هذا المشهد إلا تسول، ولكن بطريقة غير مباشرة، كما أنه مجازفة بأرواحهم نظراً لخطورة ما يقومون به من المشي من شارع لآخر والتنقل بين السيارات الواقفة أمام الإشارة.
وبعيداً عما أراه بعيني في كل مرة أخرج فيها.. إليكم هذه المواقف الطريفة التي حدثت مع البعض ممن استطلعت آرائهم في هذه الظاهرة...
تقول (ن)- موظفة-:
(( توفي شخص عزيز علي ووجدت نفسي أنغمس في أعمال الخير لأتصدق عنه.. وفي أحد الأيام كنت أتجول بأحد المجمعات الكبرى، وتقدمت إلي امرأة يبدو أنها في أواخر الثلاثينات من عمرها، وأخذت تتوسل إلي وتسترحمني قائلة أن لديها ابنة مريضة وتحتاج إلى أدوية ولا تريد مني سوى 50 ريالاً فقط، ففرحت لأنني وجدت مسكيناً أساعده وأعطيتها 100 ريال، أي ضعف ما أرادت، فلم تشكر وإنما طمعت! قائلة: "طيب، زيديني 100 وخلاص!"... وهنا انعقد لساني فابتعدت عنها وأنا أنظر إلي صديقتي التي كانت تسير معي وكلي ذهول مما رأيت!
بعدها أعطتني صديقتي محاضرة منها؛ ليس كل من يمد يده محتاج، ولا تكوني (على نياتك!)، ولكن إن كنت ترغبين في التصدق فلا تعطي أمثال تلك المرأة أكثر من 10 ريال!)).

أما (أمل)- طالبة جامعية - فقالت:
"كنت أتسوق في أحد المراكز التجارية واقتربت مني امرأة ترجوني أن أعطيها 20 ريال لأنها صائمة ولم تفطر بعد وليس معها نقود، فلم أتردد في إخراج محفظتي لأعطيها.. ولكن شاء الله أن يكشف حقيقتها أمامي لاحقاً، إذ وجدتها بالصدفة بعد ساعة تتبضع من أحد أشهر محلات الشوكولاته والمعروف بارتفاع أسعاره!!، فوجدت نفسي واقفة أمام المحل وأحدق فيها بينما بدا عليها الإحراج من افتضاح أمرها!"
وتضيف:
"لا أعرف لماذا يتذلل البعض من الناس ويهدرون كرامتهم ولديهم القدرة!!؟.. ربما يكون السبب البخل أو قد يكون مرض نفسي يستلزم العلاج، ولكنها في النهاية عادة خسيسة ومدعاة لغضب الله، فويل لمن يسأل الناس وهو مقتدر".

وتحكي (ريم)- موظفة- عن موقف حدث لها أثناء جلوسها مع صديقاتها في أحد الكافيهات الشهيرة بالخبر:
" كنت أحتسي القهوة أنا واثنتان من صديقاتي في ذلك المقهى، ودخلت امرأة لتتسول بكل جرأة أمام العاملين في المقهى والذين يبدو أنهم لم ينتبهوا لما تفعل.. كانت تسير بالقرب من كل طاولة وتمد يدها لكل عائلة متواجدة، وكلما يأست من أحد اتجهت إلى غيره.. وأقبلت علينا ومدت يدها إلينا وهي تتوسل وتدعو، ولكنني لم أعطيها ريالاً واحداً حتى! فلم يكن مظهرها يوحي بأنها امرأة محتاجة، فهي ما شاء الله ممتلئة من العافية، وعبائتها يبدو أنها جديدة ومكوية ومن أفضل ما يكون!
وكان يوجد بالقرب منا شلة بنات واضحة عليهن آثار النعمة فاتجهت إليهن تلك المتسولة بعد أن يأست منا، وظننت أنا وصديقاتي بأنهن لن يعطينها شيئاً ولكنني فوجئت بكل واحدة منهن تخرج كمية من الريالات من محفظتها وتضعها في يدها فشعرت بالحنق وكدت أن أقوم لا شعورياً لأوبخ الفتيات على سذاجتهن وتشجيعهن لها"!!


ويقول (علي)- موظف-:
"لاحظت انتشار هذه الظاهرة وقد أثارت بداخلي الكثير من الشجون والألم، فهي تشوه صورة منطقتنا العامرة بالثروات والخير.
وبالنسبة لي فقد حدثت معي مواقف عديدة مع هؤلاء المحتالين كغيري من الناس، ويبدو أن التسول بالإغراء موضة جديدة في عالم المتسولات فقد استوقفتني فتاة بأحد المجمعات التجارية لتتسول مني وهي بكامل زينتها، بالعبائة المزركشة والعينين المليئتين بالمكياج من وراء البرقع، وبصوت متغنج ظناً منها بأنها ستحصل على ما تريد بالإغراء، ولكنني طلبت منها أن تولـّي بعيداً فـ"هالحركات ما تمشي علي"!!
وأنهى حديثه إلي متسائلاً عن دور مكتب مكافحة التسول في القضاء على هذه الظاهرة المتفشية!؟

وأنا بدوري كان لي اتصال بمدير مكتب مكافحة التسول بالدمام، الأستاذ ( بشير اللويش) والذي أفاد في معرض حديثه بهذا الصدد بأن هناك حملات ميدانية مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة السيئة والدخيلة على مجتمعنا على مدار الساعة من قبل شرطة المنطقة الشرقية والدوريات الأمنية ومكتب مكافحة التسول بالدمام، شملت الأسواق والمحلات التجارية والإشارات المرورية والمساجد وقد أسفرت عن القبض على العديد من المتسولين والمتسولات والذين أغلبهم من الأجانب ومخالفي نظام الإقامة حيث بلغ إجمالي المقبوض عليهم خلال شهر رمضان المبارك 134 متسول ومتسولة.
مشيراً إلى الدور البارز الذي يقوم به المواطن حيال التصدي لهذه الظاهرة وعدم تحقيق مأرب المتسولين والتعاطف معهم بعدما اتضح لهم أن أولئك المتسولين ليسوا في حاجة وأنهم بعملهم هذا يسيئون إلى سمعة الوطن والمواطن.
وأشاد اللويش بالتعاون اللامحدود الذي يقدمه المواطن والمقيم على حد سواء للتصدي لهذه الظاهرة وذلك من خلال البلاغات التي ترد المكتب على مدار الساعة.
وحث اللويش المواطنين وأصحاب الخير بأهمية توجيه تبرعاتهم وصدقاتهم وزكاتهم إلى الجمعيات الخيرية المختصة، حيث أنها هي الجهات التي تتلمس حاجات المحتاجين وإيصال تلك التبرعات والزكوات إلى مستحقيها بناءً على بحوث اجتماعية دقيقة تعد من قبل المسئولين بتلك الجمعيات.
وثمّن اللويش دور الجهات الأمنية ممثلة بقوة المهمات الخاصة بشرطة المنطقة الشرقية في القبض على المتسولين على مدار الساعة مما كان لها الأثر الفعال في الحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.

خبر "يؤدب" مستشفى بالأحساء!


بعد نشر قصة منصور
الصحة تباشر التحقيق وتعاقب المتسبب



إلى سعادة رئيس التحرير نشكركم على التفاعل الذي قدمتموه عبر جريدتكم بنشر معاناة أخينا منصور أحمد آل ساري في عدد يوم الأربعاء 5/5/1425هـ عما جرى له في أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة في محافظة الأحساء حيث تم استدعاء الأخ منصور من قبل قسم الرقابة الطبية بوزارة الصحة وتم أخذ أقواله وتم إحضار ثلاثة من الشهود على أن المستشفى لم يتجاوب مع حالة المريض رغم خطورتها.
كما أننا نشكر من خلالكم المسئولين في وزارة الصحة حيث إننا لم نكن نتوقع أن هذا الخبر الصغير سيرجع الحق إلى أصحابه ويشعل الضمائر الحية في وزارة الصحة فقد عانينا من قلة الاهتمام، ونتقدم بالشكر لمحررتكم التي نقلت الخبر الأخت غادة الودعاني.
ونفيدكم بأن وزارة الصحة باشرت التحقيق في نفس اليوم الذي نشر فيه الخبر.
عن أسرة آل ساري،،، حسن اليامي
نشر في صفحة (عزيزي رئيس التحرير) بجريدة (اليـوم) 3 أغسطس 2004

وجدان البريئة.. قتلها أعداء الحياة بدم بارد

* قصاصة من التقرير
ما الفرق بين (محمد الدرة) في فلسطين.. و(وجدان) في الرياض؟.. لا فرق.. الأول مات شهيداً على يد جنود الاحتلال.. والثانية ماتت شهيدة أيضاً ولكن على يد أعداء الحياة.

الأول مات في حضن أبيه أمام أنظار العالم.. والثانية ماتت وهي تلعب بحماماتها.. بريئة طاهرة.. لا تعرف من دنس الدنيا شيئاً.. الأول مات ونحن والعالم نعرف لماذا.. أما وجدان فجميعنا نصرخ.. بأي ذنب قتلت؟

خفافيش الظلام قتلت طفولتها البريئة.. وأدوا حلمها في أن تكون طبيبة ـ عندما تكبر ـ وتضمد جراح البشر بيديها وتداويها..خفافيش الظلام لم يرحموا أماً ثكلى ستظل يبكي قلبها طوال العمر على فلذة كبدها التي راحت في غمضة عين.. وبدم بارد!

شياطين الإنس لم يعرفوا أن (وجدان) صاحبة أطيب قلب تلعب في الفناء الخلفي بمنزلها وقت الانفجار.. لم يعرفوا أنهم سيقتلون وردة طاهرة.. وسيأججون النار في قلوبنا عليهم جميعاً وأننا سنظل نلعنهم على أفعالهم حتى يوم الدين.

تحت أي دعاوى تقتل طفلة هكذا؟؟.. تحت أي شعارات؟!.. لقد أسقطت (وجدان) القناع الزائف الذي يرتديه القتلة.. وشاء القدر أن تكون دماؤها الطاهرة المسمار الأخير في نعوش هؤلاء المرتزقة ومن يواليهم!.. إنهم أعداء البشرية.. أعداء الحياة.. أعداء البشر والشجر والحجر.. ماتت قلوبهم وتحجرت.. يتمسحون باسم الدين.. والدين منهم براء!

إن دم وجدان في أعناقنا جميعاً.. في أعناق الشرفاء في هذا الوطن.. ولا يجب أن يروح هدراً.. بل يجب أن يكون بداية حقيقية لاقتلاع هؤلاء الكفرة الملاعين.

ترددت كثيراًَ قبل الاتصال بأسرة الطفلة الشهيدة (وجدان) ـ 12 سنة ـ والتي قتلها الإرهاب الأسود في انفجار مبنى إدارة المرور بالرياض... في الحقيقة كنت أتوقع ردة فعل غاضبة من أهلها منا نحن معشر الصحفيين الباحثين عن الحقيقة دائماً.. ولكنني فوجئت بترحيبهم.

دخلت البيت.. شرد تفكيري للحظات.. تذكرت (وجدان).. كانت تلعب هنا.. ربما سقطت هناك.. كانت تملأ البيت شقاوة.. الآن البيت صامت.. تذكرت أن البيت تهدم.. وأن هذا بيت جديد!

في البداية قال الأب المكلوم: "لم أكن أعلم أن ابنتي محبوبة هكذا.. أتلقى يومياً مئات الاتصالات للعزاء.. منها اتصال من زميل دراسة انقطعت صلتي به منذ 12 سنة، واتصل ليواسيني.. ما أطيب شعبنا.. وما أسوأ ما يحدث باسمه من فئة ضالة خرجت عن الآداب والأعراف والتقاليد.. كيف يخرج من بين هذا الشعب.. يد تقتل وعين تحسد.. وقلب يحقد ويكره كل هذه الكراهية?!"

يقول والد (وجدان) أنه ليس مهموماً بل سعيداً لأنها توفيت شهيدة بإذن الله.. وأضاف: "نعم، هناك القليل من الألم بداخلي فأنا والدها ويجب أن أتألم لفراقها ولكنني مرتاح لأن خاتمتها طيبة بإذنه تعالى".

ثم جاءت اللحظة التي كنت أخشاها.. تحدثت إلى أم (وجدان) ولحسن الحظ اكتشفت كم هي قوية الإيمان.. وكم هي فخورة بابنتها الراحلة.

كم هذا الشعب مؤمن حقاً.. وما يحدث باسم الدين من تفجيرات وعنف وقتل ودمار، إن هي إلا دعاوى باطلة مبطلة.. الدين أشرف وأعلى من أن يتمسح به القتلة الفجرة..أترك لكم حديث أم وجدان كما سمعته منها شخصياً دون حذف أي كلمة أو إضافة مني، تقول: "سأذكر لكم تفاصيل آخر يوم في حياتها.. نهضت في الصباح وتوضأت وصلت ثم رتبت شعرها ولم تتناول إفطارها، فأعطيتها وجبة للفسحة، وذهبت إلى مدرستها، مدرسة (الأبناء)، ثم رجعت كالمعتاد في الساعة الواحدة إلا عشر دقائق بعد الظهر.. غيرت ملابسها وصلت الظهر.. والحمد لله فقد كانت ابنتي ملتزمة منذ نعومة أظافرها، كانت تصلي وتصوم تطوعاً، كما كانت حسنة الخلق مع الجميع". وتابعت حديثها لتصل إلى تفاصيل الحادث المؤلم فقالت بصوت مجروح: "عندما وقع الانفجار كنا جميعنا موجودين في داخل البيت، وكانت شقيقات (وجدان) (أفنان) ـ 14 سنة ـ و(سمية ) ـ 16 سنة ـ نائمتين بعد عودتهما من المدرسة، عدا (وجدان) التي كانت تلعب في فناء البيت مباشرةً بعد تناولها غداءها المفضل (الإندومي) وكانت تتسلى بمشاهدة الحمام الذي اشتراه شقيقها الأكبر، من أجل أخوته خصوصاً الأخ الأصغر.. ولم تأخذ وقتاً طويلاً.. لم تأخذ حتى 5 دقائق، ثم حدث الانفجار وتوفيت في الحال متأثرة بإصاباتها".

وتحدثت عن سلوك (وجدان) الغريب قبل رحيلها بأيام قليلة، قائلة: "كانت ابنتي تشعر بدنو أجلها.. أذكر أنها كانت تكلم إحدى صديقاتها عن الموت! وبعدها حدثتني بإحساس غريب ينتابها، كانت تقول: "أحس أن الموت قريب مني.. فقلت لها: كيف؟، فأجابت: لا أعلم؟!.. أحس بضيقة في صدري.. أشعر بأن نهايتي قريبة. فنظرت إليها بخوف وشعرت بالقلق ولكنني بينت لها العكس وطمأنتها قائلة أن ما فيها مجرد تعب لأنها كانت مريضة وغابت عن المدرسة. وبعدها بأيام صدق إحساس (وجدان).. وماتت".

وحول شعور أشقائها بعد رحيلها بهذا الشكل، قالت بحزن: "إن حالتهم النفسية سيئة جداً لدرجة أنهم لم يذهبوا إلى المدرسة.. وأيضاً لأن البيت الذي كانوا يعيشون فيه معاً دمر من هول الانفجار ولم يعد صالحاً للعيش.

لم يتبق منه شيء.. لا نوافذ.. لا أبواب.. والأرضية مليئة بالزجاج المهشم.. أما المطبخ فقد انهد بأكمله!! وكذلك سياراتنا تحطمت كلياً، ولم يعد لدينا سيارة واحدة.. وحالياً نعيش في مكان آخر في منطقة تبعد عن بيتنا الأول بعشر دقائق".

وسألتها عن طموحات (وجدان).. كيف كانت؟ وهل كانت لديها أمنيات عاشت لأجل تحقيقها؟ فأجابت: "لم يكن لديها طموحات فيما يتعلق بالدراسة.. كانت تؤدي الواجبات على أكمل وجه وتذاكر ولكنها كانت تكره المدرسة ولا تحب الدراسة، وكانت تفضل اللعب والعناية بأشقائها.. إلا أنها كانت تود أن تصبح طبيبة لتعالج المرضى وتقدم لهم الدواء. وكانت تقول لي لا أريد الذهاب الى المدرسة، أريد البقاء معك في البيت لأساعدك في تربية إخواني.

في الواقع، هي أكثر واحدة من بناتي كنت أعتمد عليها، حتى أكثر من أختها الكبيرة.. كنت أأتمن عليها إخوانها في حال خروجي من البيت، وكنت أثق فيها كثيراً.. لقد كانت حنونة جداً معهم، وهي بطبيعتها حنونة مع الجميع ومرحة وبريئة جداً. والآن الكل يفتقدها ومنهم صديقاتي فقد دخلت قلوبهن، لأنها كانت تحب الجلوس معهن وكانت تهتم بأطفالهن. وكذلك فقد افتقدتها الزميلات والمعلمات بل والمدرسة بأكملها. وأذكر أن عدداً كبيراً من الطالبات من زميلاتها أتين لتقديم التعازي ومواساتنا بعد الحادثة مع أمهاتهن والمعلمات، أكثر من 20 معلمة، وكذلك المديرة ومعها جميع المشرفات.. والله ما قصروا..

وقد كانت (وجدان) موضوع الإذاعة المدرسية يوم السبت بعد الحادثة، وعلمنا أن عدداً من زميلاتها رفضن الدخول إلى الصف بعد ذلك وكن يبكين كثيراً متأثرات برحيلها".

وتعود للحديث عن أشقاء الراحلة قائلة: "أشقاؤها ما زالوا متعبين نفسياً للغاية.. ابنتي (أفنان) أصبحت قلقة جداً و(روان) ـ 10 سنوات ـ التي تعرضت لإصابة بسيطة في رجلها جراء الحادث، أصبحت تكره تلك البطانية التي كانت تخص (وجدان) وتقول: أبعدوا عني هذه البطانية.. إنها تخيفني!!.. فهي تخاف من استرجاع الذكريات المؤلمة...أبنائي مرعوبون ويكادون لا يصدقون ما حدث.. أصبحوا خائفين من الخروج من البيت.. حتى ابني (نادر) ـ 23 سنة ـ أصبح يخشى الخروج خشية حدوث انفجار آخر.. وقال لي مرة أنه تألم كثيراً عندما مر بالقرب من بيتنا الأول.. وأشعر بمدى ألمه لأنه كان متواجداً لحظة الحادث، ورأى شقيقته في حالة يرثى لها.. وهو من حملها إلى المستشفى لاحقاً".

و.. تكمل قائلة وهي تغالب دموعها: "أردت القاء النظرة الأخيرة على غاليتي (وجدان).. لا أعرف لماذا.. فقط أردت ذلك.. فحضرت غسيلها مع المغسلات.. وشعرت براحة نفسية لأني رأيتها لآخر مرة واطمأننت عليها.. كان وجهها وجسمها مليئين بالنور.. وهذا ما زادني راحة وطمأنينة".

واختتمت حديثها إلي قائلة: "الحمد لله الذي منّ علي بنعمة الإيمان، فأنا مؤمنة بالقضاء والقدر خيره وشره، والله كتب لها الموت وهذا واقع يجب تقبله".

أخيراً، تحاول والدة (وجدان) جاهدة هذه الأيام لتغيير حال أبنائها، بإقناعهم بمواصلة حياتهم كما كانت وأن يتخلصوا من الذكرى المحزنة. وقررت أن تأخذهم هي والوالد لأداء العمرة قريباً جداً حتى تتحسن حالتهم النفسية.

دعواتي لتلك الأم القوية الصابرة وذلك الأب المؤمن الطيب وجميع من يعز (وجدان) بمزيد من الصبر والسلوان.
نشر في: جريدة (اليـوم)- الصفحة الأخيرة، أبريل 2004 وحصلت يومها على رسالة شكر من رئيس التحرير الأستاذ (محمد الوعيل) على هذا التقرير

May 24, 2008

الشرقية تتصدر القائمة في عدد المدخنات!



ازداد عدد المدخنات الشابات في العالم واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و34 عاماً، ليصل إلى رقم خيالي مقارنة بالعام الماضي، ما أقلق منظمة الصحة العالمية.
وفيما يتعلق بالمدخنات السعوديات، فقد أجمع وزراء الصحة على أن أغلبيتهن من المنطقة الشرقية، إذ شكلن 45% من نسبة المدخنات في المملكة.
وأرجع الخبراء والأطباء أسباب انتشار التدخين بين السعوديات إلى انتشار مقاهي الشيشة التي تخصص أقساماً للسيدات، واعتقاد البعض منهن بأن التدخين يزيد من جاذبية المرأة.
وتحتل المملكة المرتبة الرابعة على قائمة مستوردي السجائر في الوقت الحالي.
نشر في: مجلة (رؤى) أبريل 2006

حوار مع المخرجة السعودية (هيفاء المنصور)


قالت أنها راسلت المخرج (يوسف شاهين) ولم يعرها اهتماماً.. المخرجة (هيفاء المنصور):
كل شخص أجنبي أقابله تتغير نظرته السلبية للمرأة السعودية!


(هيفاء المنصور) شابة سعودية طموحة من المنطقة الشرقية، عشقت السينما والكاميرا منذ صغرها، وحلمت بأن تدخل عالم الفن الذي سحرها، فقرأت كثيراً عن محبوبتها السينما لتعيش حلمها الذي لم تكن تعلم بأنه سيتحقق يوماً ما.. لتصبح مخرجة أفلام ناجحة بشهادة عدد من النقاد وذواقة الفن...التقيت بها فكان هذا الحوار:
- متى وكيف بدأت ممارسة فن الإخراج؟
منذ صغري وأنا أهوى السينما وكنت أحب القراءة عن هذا الفن، ومع نهاية عام 2002 بدأت أفكر بشكل جدي في معشوقتي السينما، وأخطط لأن أدخل عالمها الجميل، فكانت هناك محاولات عديدة، إذ راسلت عدداً من المخرجين مثل (يوسف شاهين) ولكن لم يعرني أحد منهم أي اهتمام! فتعرفت على مجموعة من مخرجين مستقلين بمصر، والمتخصصين في إخراج الأفلام القصيرة، وكنت أحضر الملتقى الذي يتقابلون فيه دائماً لمناقشة أمور الإعلام، واستفدت منهم كثيراً، حيث تعلمت منهم أموراً كثيرة تتعلق بالسينما كالأفلام القصيرة، وعندما علموا برغبتي الشديدة في أن أكون مخرجة سينمائية نصحوني بمشاهدة الأفلام القصيرة والتعلم منها أولاً ثم البدء بالأفلام الكبيرة، وبعد أن تعلمت منهم ما هي الأفلام القصيرة، بدأت في تعلم كيفية كتابة سيناريو الفيلم وأشياء أخرى مهمة في فن الإخراج.
- وكيف وجدت طريقك إلى هؤلاء المخرجين؟
بحكم دراستي الجامعية في القاهرة فقد كان لدي علاقات هناك، ومعارفي هم الذي أرشدوني إليهم.
- بصراحة (هيفاء)، هل دخولك لمجال الإخراج السينمائي كان بسبب رغبة صادقة في العمل في هذا الفن، أم أن الدافع هو تحقيق الشهرة وإثارة البلبلة لأنه شيء غير متوقع من فتاة سعودية؟
لا والله، أنا لا أقصد أبداً لفت الأنظار، كل ما في الأمر أنني أعشق الإخراج وكثيراً ما تمنيت أن أكون مخرجة، ثم إنني لم أتوقع أنني سأحدث ضجة!
- والآن ما مدى سعادتك بعد أن أصبحت مخرجة ناجحة ومعروفة نظراً للكثير من الأخبار التي تناقلتها الصحف المحلية والعالمية عنك، خاصة الغربية؟
النجاح والشهرة من أهم العناصر لتفوق المخرج وهما السببان الرئيسيان في حب الآخرين للتعامل معه.
- كيف كانت ردة فعل أهلك لرغبتك العمل في هذا المجال الفني؟.. هل وافقوا أم كانت هناك صعوبة في إقناعهم كما هو الحال مع بعض الفنانات الخليجيات؟
لا على العكس، أهلي كانوا فرحين ومتحمسين لرغبتي ولاقيت منهم كل الدعم والتشجيع، فأنا من عائلة يتمتع أفرادها بعقلية متفتحة ويحترم كل منا الآخر، هذا وقد مثل شقيقي الذي يصغرني بسنتين في فيلمي (من) و(الرحيل المر)، أما شقيقي الأكبر فقد ساعدني في كتابة سيناريو فيلم (أنا والآخر).
إن وجود الأهل حولي وموافقتهم يشعرني بالأمان والثقة في مواجهة العالم وعمل أي شيء.
- وما رأي الأهل في تلك الانتقادات التي تتعرضين لها باستمرار؟
لم يفاجئوا على الإطلاق، لأنهم كانوا متوقعين ذلك.
- وما ردك على الذين وصفوك بأنك تسيئين لقيم وعادات المجتمع السعودي؟
ضحكت ساخرة ثم أجابت:
كيف أسيء لقيم المجتمع!؟ فأنا لم أقدم أعمالاً مسيئة بل على العكس، قمت بعمل أفلام تمثل مجتمعنا السعودي المسلم بشكل جميل، وفي فيلم (أنا والآخر) قدمت صورة مشرفة عن أخلاق المسلم، وكيف يحترم اتجاهات وتفكير الآخرين.
- درست الأدب الإنجليزي، وكذلك إدارة الأعمال، فكيف استفدت من دراستك في هذا المجال؟
قد تكون دراستي للأدب هي ما ساعدني في الحبكة الدرامية، وأيضاً لتقديم أي فيلم يجب أن يكون المخرج مثقفاً، وبدراسة الأدب نتثقف ببعض المعلومات المهمة ويصبح لدينا حس وعمق في التعاطي مع الواقع، ويعطيك بعد فلسفي أكبر.. إن دراسة الأدب بشكل عام تثري.
- أبديت إعجابك بأفلام مخرجات عربيات، ونحن نود أن نعرف رأيك الصريح في المخرجة (إيناس الدغيدي) وما تقدمه من أعمال جريئة جداً ويرى الكثيرون أنها تخدش الحياء وتسيء للمجتمع العربي المحافظ
تضحك ثم تقول: "إيناس الدغيدي مشاغبة أوي!"... وتضيف:
هي اتخذت لنفسها طريقة معينة وكل مخرج له الحق في أن يتخذ طريقة وأسلوباً خاصاً به، وعلى الرغم من أنها تتعمد تقديم لقطات مخلة وإباحية إلا أن أفلامها تناقش ظواهر حقيقية وتعالج قضايا مهمة، وخير مثال على ذلك فيلمها: "عفواً أرفض هذا الطلاق"، والذي ركز على قضية حقوق المرأة.
برأيي أرى أن (إيناس الدغيدي) مخرجة مبدعة ولها تاريخ ولكنها تخطئ في استفزاز المشاهد العربي بالمشاهد الساخنة والتي أراها غير ضرورية في الفيلم.. باختصار هي مخرجة لها وعليها!
- وما رأيك في الأفلام العربية للجيل الجديد؟
أفلام الجيل الجديد مثل (اللمبي) وغيره نظيفة عكس أفلام (إيناس الدغيدي) ولكنها لا تناقش قضايا تهم المجتمع، هي مجرد أفلام للضحك والترفيه عن النفس وتهريج للاستهلاك السريع!
- ما رأيك في المسلسل السعودي الشهير (طاش ما طاش)؟
إنه مسلسل ناجح لأنه ملتصق جداً بالواقع، وانعكاس حقيقي لحياة المجتمع، ومع أنه أثار الانتقادات بسخريته من بعض فئات المجتمع إلا أن ذلك لم يتسبب بفشله، فما زال ناجحاً، والدليل على ذلك أن له متابعين من جميع الدول العربية، وأنا أتمنى أن أحقق شعبية (طاش ما طاش) في أحد أعمالي.
- وما رأيك بالمسلسلات الخليجية؟
الكثير من المسلسلات الخليجية وخاصة الكويتية فاشلة لأنها لا تمت للواقع بصلة، بل هي رغبة في استعراض الملابس المبهرجة والبيوت الفخمة ومشاهد أخرى مبالغ بها، فليس كل الخليجيون أثرياء ولديهم قصور وسيارات فارهة! وليست كل الخليجيات "يكشخن" في بيوتهن ويضعن المكياج 24 ساعة!!
- أي من أعمالك الثلاثة تعتزين به ويشعرك بالنجاح؟
جميعها أعتز بها، ولكن أكثر واحد أشعر بأنه أشهرني وحقق لي المزيد من النجاح هو فيلم (أنا والآخر) والذي عرض في عدة مهرجانات.
- ما رأيك فيما قاله الفنان (حسن عسيري) بأن المخرجات الخليجيات بالونات في الهواء! مضيفاً أنه سمع وقرأ عنهن في الصحف والمجلات، أما أعمالهن فهي غير موجودة، وأنه إذا ما سألهن أحد عن تلك الأعمال التي يتحدثن عنها فسيقلن بأنها عرضت في أمريكا وهولندا.. إلخ.. إلخ!... وما رأيك أيضاً فيما أشار إليه بأن الوصول إلى العالمية وتحقيق النجاح يبدأ من المحلية؟
"(حسن عسيري) قال كذا؟؟.. الله يهديه بس!".. لماذا يقول هكذا وهو من ضمن الفنانين الذين اتصلوا بي لكي أتعاون معهم؟!!

- مع الأسف نجد أن الصورة الغالبة للمرأة السعودية في نظر أفراد المجتمع الغربي، صورة لامرأة مظلومة.. بائسة..مستسلمة للعادات والتقاليد.. ويائسة من حياتها! وعليه فمن المؤكد أنكِ أحدثت صدمة لكل من قابلك وعلم بأنك مخرجة ومنفتحة على العالم
فعلاً، أحدثت صدمة جميلة، فكل شخص أجنبي أقابله تتغير نظرته السلبية للمرأة السعودية وتتحول إلى نظرة احترام وتقدير، ومن هؤلاء أذكر ذلك الفرنسي الذي قال أنني غيرت كل تفكيره عن المرأة السعودية، وقال أنه لن يصدق بعد الآن تلك المشاهد الخاطئة التي يراها في الإعلام الغربي عن السعوديات.
- أخيراً، ما الذي تودين أن تقوليه لكل فتاة سعودية لديها طموح كبير وترغب في تحقيقه وإثبات ذاتها وقدراتها للعالم؟
أنصحها بأن تحاول الوصول إلى أهدافها وتعمل على تحقيق أحلامها مهما واجهت من الصعوبات، وأن تقابل الخوف بالتحدي.. كذلك أنصحها بأن تجتهد ولا تعير أذناً للانتقادات، لأننا مهما عملنا ومهما حققنا من نجاح لا بد وأن نتعرض للانتقادات.. ويجب أن تكون صبورة ومثابرة حتى تواصل نجاحها، ومن المهم أيضاً أن يشجعها أهلها ويقفون إلى جانبها دائماً.

نشر في: مجلة (شعبية) العدد السادس 2005

شبيه الوليد بن طلال


.. يضحك على الزحمة التي أحدثتها


أينما يذهب الشهير بـ(شبيه الوليد بن طلال) يجد نفسه في ورطة! ، حيث يزدحم المكان الذي يتواجد فيه بالمارة الذين يحدقون به.. أما البعض الآخر فلا يتردد في سؤاله إن كان هو نفسه البرنس والملياردير ذائع الصيت.. أو إن كان له صلة قرابة به!
وفي مساء أحد الأيام، رأيته بالصدفة في أحد المقاهي المعروفة بالظهران مول ولكنني علمت من الوهلة الأولى أنه النسخة وليس الأصل!
توقفت لإجراء حوار عابر معه حينما لاحظت الشبه العجيب بينه وبين الأمير ورجل الأعمال المعروف، وبينما كنت ألتقط له بعض الصور لنشرها مع الحوار الخفيف في الجريدة التي أعمل بها فوجئت بالفوضى والبلبلة من حولي إذ تجمع الكثير من الناس في المكان ولم يهدأ الوضع إلا بتدخل من رجال الأمن لإنقاذ (شبيه الوليد بن طلال)! ولكنني استطعت الحصول على كلمتين منه قبل أن يخرجوننا بالقوة، عندما قال بأنه تعرض لمواقف عديدة في المملكة وخارجها، وخاصة في لبنان بسبب ذلك الشبه الكبير، وأضاف بأنه قد اعتاد على الوضع!
جدير بالذكر أعزائي أن هناك صورة انتشرت العام الماضي في الإنترنت لشبيه (الوليد بن طلال) وهو يحتسي مشروباً بارداً بأحد المقاهي العالمية كانت السبب في شهرته.
حرر في: مارس 2006

May 23, 2008

مصداقية مجلات الشعر في مهب الريح!

تكاثر المجلات الشعبية بات ظاهرة مزعجة إلى حدٍ كبير , وما يجري في هذه المجلات وطرق إدارتها والتحرير فيها غريب ومثير في الوقت نفسه!, وما أن يثبت بعض المحررين أسماءهم في مجلة ما فإنهم يتجهون مباشرة إلى إنشاء مجلة خاصة بهم وتحت إشرافهم , وما أسهل أن يصبح المحرر في المجلات الشعبية رئيس تحرير بين عشية وضحاها!
حول هذه المجلات الغريبة الطابع والتي تغص بها أرفف البقالات وحول محتوياتها الممزوجة بطريقة فجة حيث يتداخل الفن والشعر والرياضة والسحر أحياناً وقصص الزواج والطلاق وشئون القبائل , إلى آخره مما اعتدنا عليه من هذه المجلات؛ حاورت بعض المهتمين والمتابعين فكانت هذه حصيلة آرائهم:
(سمر)-طالبة جامعية- حدثتني عن رأيها في المجلات الشعبية المحلية:
"أنا لا أشتري غير مجلة شعبية واحدة مفضلة لدي ولا أشتري غيرها لأنني جربت إنتقاء بعض المطبوعات الشعبية المحلية الجديدة ووجدتها خالية من المضمون وليست إلا حشواً وقصاً ولصقاً وفوق هذا كله تشتريها بثمن مبالغ به! ولا تستحق قراءتها كل هذا الثمن"!؟
(هند)-موظفة في شركة-:
"لا توجد مجلات شعبية جيدة وذات مصداقية في هذه الأيام إلا مجلة أو مجلتين وذلك لأنني (لدغت) من المجلات الشعبية ووقعت في فخاخها عدة مرات, من خلال تلك العناوين الظاهرة على الغلاف, إذ أنكِ عندما تتصفحين المجلة من الداخل تجدين الموضوع يختلف كلياً عن العنوان! وهذه بنظري إثارة رخيصة على حساب المتصفح المسكين الذي يدفع من ماله لكي يشتري شيئاً لا يستحق"!
(سارة)-معلمة-: "لفت انتباهي أن معظم المجلات الشعبية تعتمد في أكل عيشها على فضائح المشاهير وخاصة المحلية, وتجري متلهفة وراء أي إشاعة تنشر عن أي فنان , وطبعاً لا ننسى اعتمادها بالدرجة الأولى على وجوه نساء شهيرات ليس لهن علاقة بالشعر.. مثال على ذلك أنني رأيت أكثر من مرة صورة للمذيعة (حليمة بولند) تغطي كامل أغلفة المجلات الشعبية, وهذا غير (زينب العسكري) وغيرها من الوجوه المثقلة بالماكياج الكامل والعدسات والرموش الاصطناعية! والتي تستخدم للتسويق للمجلة"!
وتحدثت إلي إحدى الصحفيات قائلة: "عملت في عدد من المجلات المحلية وكنت مجتهدة في عملي معهم, من ناحية الحوارات والتحقيقات وتقديم مواضيع مميزة دائماً إذ أنها من الواقع وذات أفكار غير مكررة، ولكنني لم أجد ذات الجهد والمصداقية في العمل الصحفي من قبل زملائي وزميلاتي فتركتها واتجهت إلى العمل في الصحف المحترمة. وأنتهز هذه الفرصة لأقول أن معظم المجلات الشعبية على مستوى غير مشرف من الإدارة والتحرير والقائمون عليها ما هم إلا مرتزقة لا علاقة لهم بالصحافة من قريب أو من بعيد".
(بنت الشرقية)- هاوية للصحافة- تقول:
"عرض علي أن أعمل في إحدى المجلات الشعبية ففرحت لأنها فرصة ذهبية , ولكنني ترددت، ثم رفضت, وذلك لما سمعته مما يحدث في أوساط الصحفيين العاملين في مثل هذه المطبوعات, من أشياء أترفع عن ذكرها". وتابعت قائلة: "هذا وقد سمعت كذلك أن المحررين هناك يعملون بدون عقود لذا من السهل أن تهضم حقوقهم".
واشتكى أحد الشعراء الصاعدين من المجلات الشعبية قائلاً: "لم أحظ بفرصة لنشر قصائدي في أي مجلة شعبية حتى الآن, فقد اتصلت بعدة مجلات في المملكة والخليج ولم أجد منهم أي دعم أو تشجيع، فالبعض يقول لي نعم ستنشر ولا ينشرها؟! أي مجرد تصريفة!.. والبعض الآخر يتعذر بكلام غير منطقي مثل: قصيدتك خالية من المعنى! بينما أرى في نفس الوقت قصائد لشاعرات أو - مستشعرات!- إن جاز لي التعبير, وغالباً ما تكون ركيكة وعادية في مضمونها، وأحياناً بأبيات مكسورة!... وفي النهاية أدركت أنه يجب علي أن أكون أنثى وأتغنج بميوعة أمام أولئك المسئولين عن الصفحات لكي أحظى بفرصة في النشر السريع"!!
وأضاف ساخراً: "هذا وقد يعدل لي محررو المجلة في الأبيات إن كنت فتاة..!"
نشر في: جريدة (اليـوم) يونيو 2005

مطلوب إنشاء أندية رياضية نسائية في السعودية!

تغيرت الفتاة السعودية مع التطورات التي لحقت بالمجتمع السعودي، فإلى جانب تقدمها في مضمار العلم والعمل، أصبحت أكثر ثقافة ودراية فيما يتعلق بصحتها وقوامها، وأضحت الرشاقة ومقاييس عارضات الأزياء هاجساً لمعظم الفتيات السعوديات بعد الانفتاح على العالم عقب ظهور الفضائيات والـ(إنترنت) التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
بيد أن الكثير من الشابات يعجزن عن تحقيق حلم الرشاقة والحصول على أجسام مثالية وذلك لعدة أسباب، أبرزها عدم وجود صالات رياضة نسائية في بلادنا.

كان لي لقاء بعدد من فتياتنا اللاتي اشتكين من عدم اهتمام المجتمع بتوفير أبسط حقوقهن من أماكن متخصصة لممارسة الرياضة بمختلف أشكالها، وأردفن أنهن يحلمن منذ زمن طويل بنادٍ نسائي كبير, يجمع كل أنواع الرياضة.. أما الصالات الصغيرة والموجودة في المراكز النسائية فقد أجمعن على أنها لا تحقق الهدف المطلوب والأسوأ أن أسعار الاشتراك فيها غير معقولة.
تحدثت إلي (ليلى)- 30 عاماً- فقالت:
" أعاني من البدانة كما ترين وجربت عدداً من الحميات ولكن الحمية لا تنفع بدون التمارين الرياضية التي تحرق السعرات الحرارية بشكل أفضل،
وقد جربت ممارسة الرياضة أمام التلفزيون بمساعدة أشرطة الفيديو المتخصصة في تمارين الأيروبكس ولكنها ليست فعالة قدر ممارستها في صالة رياضية متخصصة مع مدربة ذات خبرة".
وتتابع قائلة:
"يوجد ركن للرياضة في أكثر المراكز النسائية ولكنه في الغالب لا يشجع على ممارسة الرياضة بحماس نظراً لضيق المساحة أو زحمة المشتركات، وكذلك فإن الكثير من الصالات الرياضية في المراكز النسائية لا يوجد بها أجهزة رياضية جديدة، ومعظم الصالات أسعار الاشتراك فيها خيالية!!".
أما (سارة)- 26 عاماً- فتتمتع بجسم مثالي، ولكنها ترغب في ممارسة الرياضة بشكل متواصل للمحافظة على رشاقتها. تقول (سارة):
" وزني مناسب، إلا أنني أرغب في تعزيز صحتي ونشاطي والمحافظة على رشاقتي بممارسة رياضة مفيدة ومسلية معاً كالتنس أو اليوغا ، ولكن لا توجد أندية رياضية وترفيهية خاصة بالنساء في مجتمعنا". وبالنسبة للصالات التي توجد في المراكز النسائية فتقول أنها لا تصلح لأنها لا تقدم سوى الآيروبكس وغيرها من التمارين التي تركز على تخفيف الوزن فقط".
وتطالب (سارة) بتأسيس أندية للبنات تماماً كالأولاد، قائلة أن ممارسة الرياضة والاحتراف فيها طموح تسعى لتحقيقه الكثير من الفتيات السعوديات تماماً كقيادة السيارة.
وتقول (ريم)- 22 عاماً-:
"كان هناك نادٍ متكامل للفتيات بالدمام تابع لشركة أرامكو، وكنت أذهب إليه مع شقيقتي بشكل شبه يومي وكان الدخول بدون رسوم اشتراك وبإبراز بطاقة الوالد الموظف في تلك الشركة، وقد استفدت كثيراً من ذهابي للنادي، حيث كونت صداقات مع الكثير من البنات هناك، واستمتعت بممارسة رياضة السباحة في مسبح كبير ومغلق بإشراف مدربات أجنبـيات محترفات، وممارسة رياضة كرة السلة في فناء واسع، بالإضافة إلى التسلية التي كنا نجدها في المبنى الخاص بالكمبيوتر وألعاب الفيديو، وتلك الحديقة الجميلة التي كنا نجلس فيها مع حلول المساء بعد إغلاق المسبح..
وتم إغلاق النادي عام 94 ليتحول كما سمعت إلى سكن لطلاب إحدى الجامعات، وشعرت بالأسى أنا وكل من كن يترددن على ذلك النادي لأنه كان مسلياً للغاية".
وتعتقد (ريم) أن ممارسة الرياضة أفضل من شغل وقت الفراغ في أمور غير نافعة، قائلة:
"عندما كنا نذهب إلى ذلك النادي يومياً لم يكن لدينا وقت فراغ، إذ كنا نذهب بعد الساعة الثالثة عصراً ونعود بعد خمس أو ست ساعات.. نحن بحاجة لأندية مشابهة تفتح لنا أبوابها لساعات متواصلة في المساء بدلاً من قضاء وقت الفراغ في المجمعات التجارية أو المقاهي التي لا تعود علينا بالنفع كالرياضة بل على العكس فكثرة التردد عليها مضيعة للوقت والمال".
وتطالب (لميس)- 20 عاماً- بإنشاء صالات الجمنازيوم أو ما يعرف بالـGYM تماماً كتلك التي يحرص الكثير من الشبان على الاشتراك بها في مجتمعنا، قائلة أنها متأثرة ببطلات أفلام الأكشن مثل (أنجلينا جولي) وبطلات الرياضة العالميات وتحلم بجسم رياضي ومشدود مثلهن تماماً، مضيفة أن الجسم الرياضي المعضل بعض الشيء يمنح صاحبته مظهراً أكثر تميزاً وشباباً، كما أن الملابس (السبور) تبدو عليه أفضل بكثير.
وتمضي في حديثها قائلة: "من الصعب أن أحصل على الجسم الذي أحلم به فليس لدينا صالات GYM نسائية بالشكل المطلوب، وأناشد رجال الأعمال في المنطقة الشرقية بإنشاء صالة رياضية نسائية لبناء الأجسام، يوجد بها أحدث وأفضل الأجهزة المتخصصة في شد الأجسام وبناء العضلات، ومدربات خبيرات، وأعتقد بأنه سيكون مشروعاً ناجحاً جداً لأن الكثير من الفتيات من جيلي يتفقن معي في نفس الرغبة والتفكير".

انتبهي! الإجهاد العاطفي يخرب بشرتك!!




معروف بأن التعرض للشمس كثيراً يتسبب بالضرر والدمار للبشرة.. ولكن قد لا تعلمين بأن شريك حياتك مسئول هو الآخر عن خراب بشرتك!
نعم، فالمشاجرات بينكما من شأنها أن تحول بشرتك إلى أخرى بشعة بظهور البقع والتجاعيد مبكراً!!
فكري جيداً فيما سيحدث أثناء الجدال أو الشجار حينما يكون جسمك في موقع دفاع، فتكونين في أقصى درجات الإجهاد والتوتر وبالتالي المزيد من علامات التجهم على وجهك!
لذا إذا كنت تعانين من مواجهات حامية ومستمرة بينك وبين رجلك، فعليكِ التحكم بها لأنه عاجلاً أم آجلاً ستتطور التعابير المؤقتة على وجهك والتي تظهر مع الغضب والصراخ إلى خطوط قبيحة تشوه وجهك خاصة بين الحاجبين!
ووفقاً للأطباء فإن الإجهاد يلعب دوراً كبيراً في إبراز مشكلات البشرة، ومع الغضب يثار عدداً من الهرمونات التي تعرقل عملية تجديد الخلايا.
وأحياناً بمجرد إلقاءنا نظرة على وجه أحد عليه خطوط وعيوب أخرى في بشرته، سنعرف أنه مر بفترة عصيبة، لأن ما يعاني منه الإنسان في داخله يظهر بوضوح على وجهه!
إن الدخول في جدال حاد والشجار باستمرار وبإفراط من شأنه أن يجر وراءه أشياء تكرهها المرأة مثل، جفاف البشرة وظهور الحبوب وداء الصدفية والتهابات الجلد.. أجل، وقد تظهر أشياء أخرى أسوء كالهالات الداكنة حول العينين، حيث يصبح النوم معرقلاً في الفترة الصعبة وتتجمع السموم تحت أو حول العينين مما يسبب ظهور الهالات الداكنة وأيضاً التجاعيد المبكرة حول العينين!
والبعض من النساء مصابات بالشراهة العصبية، فيلتهمن الطعام الغير صحي في ساعة الغضب أو الحزن كالوجبات السريعة والمعجنات والتشيبس والشوكولاته.. وغيرها. وهذا ما يسبب المزيد من المشكلات للبشرة، فالبرغر والدونات وخلافها من (الجنك فود) تتسبب باضطرابات في الطاقة وتؤدي إلى بشرة تفتقد الحيوية والنضارة.
فإذا كنتِ ممن يهرعن إلى تفريغ غضبهن بالتهام الكثير من الطعام، فعليكِ بتناول ما هو صحي ومفيد كالسلطات الخضراء مثلاً.
عليك المحافظة على هدوءك دائماً وتذكري أن جمالك هو أغلى ما تملكين.. أغلى من أي شيء آخر في هذه الدنيا، لأن المرأة لا تكتمل أنوثتها بدون بشرة نضرة وصافية.
أهربي من الخلافات المتواصلة وحاولي أن تكون حياتك هادئة ومتناغمة.
أما إذا وجدتي نفسك في نزاع مع شريك حياتك أو أي شخص آخر رغماً عنك فعليك بالسيطرة على أعصابك، ثم ممارسة التمارين الرياضية أو أخذ حمام دافئ لتحسين مزاجك والتخفيف من حدة الغضب.
أيضاً أنصحك بإتباع حمية غذائية مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات لتعزيز جهازك المناعي، وتباعاً ستتمتعين ببشرة صحية وأكثر قوة ومقاومة.
نصائحي لاستعادة بشرتك الجميلة بعد المرور بأوقات سيئة:
· اتجهي إلى الصالون لعمل مساج لإلغاء كل التوتر والإجهاد من جسمك، وركزي على الرقبة، وأعلى الكتفين، والظهر.. وتذكري أن الاسترخاء والراحة من الداخل تظهر بوضوح على وجهك وبشرتك.
· تستطيعين التخفيف من الخطوط والتجاعيد التي ظهرت على وجهك بحقنة من البوتوكس في عيادة تجميل متخصصة. وإذا كنتِ تكرهين الحقن، فهناك وسائل أخرى لإزالة هذه العيوب مثل مستحضرات التجميل من الماركات الرائدة، والتي تعرف بقدرتها على تنعيم الخطوط ومنعها من الظهور مجدداً.
· تأكدي من أنكِ تأخذين جرعة من الفيتامينات المتنوعة أو المكملات الغذائية كل يوم، وكذلك احرصي على تناول قدر كافٍ من الفواكه والخضروات.
· اشربي الكثير من الماء وأكثر من المعتاد- على الأقل 8 أكواب ماء في اليوم- ، فالماء يرطب بشرتك بشكل جيد وبالتالي يمنع ظهور الخطوط والترهل بسهولة. أيضاً فإن الماء ينعش ويزيد من مستويات الطاقة بداخلك.
· رشي القليل من زيت اللافندر على وسادتك قبل الذهاب إلى النوم، لأنه معروف بقدرته على مقاومة الأرق واضطرابات النوم. كما أنصحك بأخذ حمام طويل مليء بالزيوت العطرية قبل موعد نومك بقليل لمساعدتك على الاسترخاء لنوم أعمق وأكثر هدوءاً.
· مارسي الرياضة كل يوم أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، فهي أفضل علاج لبشرتك لأنها تنشط الدورة الدموية وتحسن من أداء باقي الأجهزة في جسمك، فتحصلين على بشرة أنعم وأكثر تماسكاً. ومن فوائد الرياضة الأخرى أنها ستشغل ذهنك عن التفكير بهموم الحياة بما فيها مشاكلك مع الشريك.
· أخيراً؛ أقترح عليكِ ممارسة اليوغا لأنها خير مقاوم للإجهاد والاكتئاب.
نشر في: مجلة (رؤى) أغسطس 2006

حوار مع المذيع والدي جاي البحريني الشهير (طارق البحار)


طارق البحار الغارق في الرسم والموسيقى:
أمارس الرسم وحبي للموسيقى لاينتهي


طارق البحار, فنان بحريني متعدد المواهب من مواليد 1975، يحمل دبلوم في الكومبيوتر من بريطانيا , بدأ برسم الكاريكاتير في كبريات الصحف البحرينية منذ صغره, اشتهر بكونه أفضل D.J في مملكة البحرين والخليج، يعمل حالياً رسام كاريكاتير ومصمم جرافيك في صحيفة (أخبار الخليج) البحرينية، وهو أيضاً معد صفحة (دي جاي) المتخصصة في الموسيقي الغربية.
كان لي هذا الحوار مع نجم الحفلات والرسام الماهر..
- منذ متى ترسم الكاريكاتير؟
منذ صغري وأنا أحب الرسم وهذا شيء ورثته من خالي (رحمه الله) الذي كان فناناً من الدرجة الأولى.. أما قصتي مع جريدة أخبار الخليج فبدأت منذ عام 1991 يعني وأنا في المرحلة المتوسطة.. لا تستغربي!
- واو! إذاً الصحيفة البحرينية المعروفة قبلت بك رساماً لديها معتمدة على موهبتك فقط دون طلب الخبرة وغيرها من الشكليات؟
نعم, رحبت بي الصحيفة منذ البداية كموهبة جديدة وواعدة "هذا ما قالوه"!.. وهكذا كبرت عندهم ومعهم ولاقيت الكثير من التشجيع من الجميع هنا, وهذا هو سر استمراري في رسم الكاريكاتير.
- إضافة لعملك كرسام كاريكاتير فأنت تعد صفحة أسبوعية متخصصة في الأخبار الفنية الغربية, فمن أين تأتي بهذه الأخبار والمواضيع المميزة؟
أقوم بإعداد هذه الصفحة منذ سنوات, وأعتمد في عملي على الترجمة من المجلات ومواقع الإنترنت المتخصصة, وهي هوايتي المفضلة, كما أضيف رأيي إذا كتبت عن مغني أو ألبوم أو أي عمل فني بشكل عام.
- كنت تعمل D.J براديو البحرين منذ 6 سنوات.. ولكنك تركت العمل في الراديو فما السبب؟
ازدادت مشاغلي فتركت العمل في الراديو, ولكن حبي للموسيقى لم ينتهِ, فما زلت أعمل كـD.J لإحياء الحفلات الخاصة.. وهي للأجانب فقط. وقد أعود للراديو قريباً إن شاء الله.
- حدثنا عن بداية عملك كـD.J؟
كنت متابعاً للأغاني الأجنبية دائماً, كما أنني كنت أنصت بإمعان للـD.J في الإذاعات البريطانية وخاصة في راديو BBC أثناء دراستي في بريطانيا, وكنت أقلد بعضهم بيني وبين نفسي..حتى تعلمت واكتسبت الكثير منهم.
- كان برنامجك الإذاعي المعروف باسم Groovy ناجحاً وله الكثير من المعجبين.. فما السر في ذلك؟
لا توجد أسرار! فقط كنت أعمد إلى تشغيل الأغاني ذات الطابع المرح (النقازي) التي تبهج وتثير الرغبة في الرقص. أنا أعتقد أن كل من كان يستمع إلى برنامجي ينشد التسلية والترفيه عن النفس لذا كنت أحرص على توفير ما يحبون من الأغنيات، بالإضافة إلى الإلمام الكافي بالقوانين الإذاعية في البحرين.
- وماذا عن الأغاني الهادئة المعروفة بالـ Slow؟
للأغاني الرومانسية أوقات معينة دقيقة يجب مراعاتها بدقة في البرنامج وقد كنت أشغل بعضها أحياناً خلال البرنامج, ولكنني أخبر المستمعين بذلك, كأن تكون الأغاني الهادئة في النصف الساعة الأخيرة من البرنامج.
- ما الموسيقى المفضلة لديك؟
إلى جانب حبي الكبير للأغاني الأجنبية وموسيقى (الراب) بالخصوص وولعي بالحسناء (بيونسيه), فأنا أحب الاستماع إلى الأغاني العربية أيضاً، إذ يعجبني النجم (عمرو دياب) والمطربة الكويتية (نوال).
- هل فكرت في العمل بالتلفزيون أيضاً؟
نعم، ولكنني صرفت التفكير في ذلك, فقد اكتشفت أنه مسئولية أكبر من الإذاعة.. و رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!
- ما هو موقف الأهل من عملك كـD.J؟
عندما قررت العمل كـD.J في راديو البحرين, شجعتني أمي كثيراً وكذلك أخواني وأخواتي، كما شجعني أصدقائي والجميع كان سعيداً لأجلي.
- موقف طريف يحدث معك دائماً؟
فيما يتعلق بالكاريكاتير, فعندما أرسم شخصية من خيالي في رسوماتي أفاجأ بتلك الشخصية في الواقع!.. ولعل أكثر المواقف طرافة هو ما حدث معي أيام عملي خلف الميكرفون بالإذاعة, وبالتحديد بتاريخ 23 أغسطس 2000 , وقد صادف اليوم المأساوي في البحرين بعد حادث سقوط طائرة ركاب تابعة لشركة طيران الخليج قبالة السواحل البحرينية. أذكر بأني كنت مازلت جديداً في الإذاعة وحينها كنت على الهواء مباشرة وطـُلب مني التوقف عن بث الأغاني دون إعلامي بالسبب!؟, والطريف أنني كنت في أثناء طلبهم مني في تلك الأثناء كنت قد اخترت أغنية النجم (آر كيلي):
(I believe I can fly - أؤمن بأنني أستطيع الطيران)!! ومن دون علمي بسقوط الطائرة في ذلك الوقت!.. أي لم أكن أقصد!..ولكنني وجدت خطوط الهاتف كلها تشتغل معاً في آن واحد من المستمعين الغاضبين يطلبون مني وقف هذه الأغنية! وبالطبع بمختلف الطرق المؤدبة والعكس!
- هل تتعرض لمضايقات في عملك؟
بالنسبة للمضايقات فهي في الحقيقة كثيرة سواء أثناء عملي بالإذاعة أو حالياً في الجريدة كرسام كاريكاتير، لكنني أعلم تماماً أين هي الخطوط الحمراء بنفسي دون الحاجة لمن يذكرني أو يحذرني منها, وأعتقد أن ذلك يأتي مع مرور الأيام ومع اكتساب الخبرة وإدراك الحقيقة الكاملة لسياسة الجهة التي أعمل معها، والحمد لله لم يتم رفض أي كاريكاتير لي حتى اليوم.
- كلمة أخيرة لقراء جريدة (اليـوم)؟
أنا متابع لجميع الصحف الخليجية, ولاحظت مدى التطور الذي وصلت له جريدة (اليـوم) مؤخراً، أهنئكم على هذا النجاح الكبير، وتحياتي لجميع أسرة التحرير والقراء الكرام.
نشر في: جريدة (اليـوم) 15 يوليو 2005

شبابنا وهواية (البلوتوث)


فتاتين تلهوان بالبلوتوث في مجمع تجاري- تصوير غادة



منذ ظهور تكنولوجيا البلوتوث والأماكن العامة كالمجمعات التجارية والمقاهي والمطاعم تعج برسائله التي يكون مضمونها في الغالب رقم هاتف جوال أو صورة أو مشهد فيديو.
وفيما يتعلق بـ(الترقيم) على طريقة البلوتوث، فقد وفرت هذه التقنية الجديدة على الشباب والفتيات عناء البحث والمواقف المحرجة، وأصبح التعارف بين الجنسين من خلالها أكثر سهولة وسلاسة من ذي قبل.
(نور)- 21 عاماً ، طالبة سعودية مغتربة- التقيت بها في موقع للدردشة الصوتية قالت لي أنها تستخدم البلوتوث في الجامعة التي تدرس بها وبالتحديد وسط الكافتيريا في وقت فراغها للتعرف إلى أصدقاء جدد من الجنسين، مضيفة أنها كطالبة مبتدئة تعاني من صعوبة في ذلك.
وعندما تحدثت مع (بسمة)- 29 عاماً، موظفة في شركة- عن تقنية البلوتوث وما فعلته بشبابنا وفتياتنا، علقت قائلة: "عزيزتي إن التكنولوجيا ليست هي مصدر الشر والفساد وإنما العقول التي تديرها!، ففي مجتمعنا أصبح الاستخدام الغالب لها بطريقة سيئة".
وأضافت قائلة:
" معظم شبابنا وفتياتنا يتبادلون من خلاله أرقام الجوال أو مشاهد الفيديو الخليعة فقط، وهذا ما أراه بعيني كلما فتحت البلوتوث في السوق أو أي مكان عام، حيث أفاجأ بصورة خليعة أو مشهد من فيلم جنسي أو رقم جوال بقصد التعارف، حتى صرت لا أشغل البلوتوث إلا إذا أردت استلام ملف من شخص أعرفه كالصديقات أو زميلاتي في العمل.
وينطبق نفس الشيء على غرف الدردشة التي يدخلونها لأجل المعاكسة وتبادل الصور أو مشاهد الفيديو الممنوعة... باختصار أقول إن شبابنا فاهمين التكنولوجيا بشكل خاطئ"!
ونفس الرأي وجدته لدى (عالية)- 30 عاماً، معلمة في المرحلة الثانوية- التي تحدثت إلي قائلة: "البلوتوث سبّب مشكلات كبيرة وعديدة في مجتمعنا بسبب سوء استخدامه من قبل المنحلين أخلاقياً والذين يبث الواحد منهم رقم جواله من خلاله، وبعد (عملية الترقيم الحديثة) تأتي عملية أخرى وهي تصوير أول فتاة تخرج معه بكاميرا الجوال ومن ثم ابتزازها بمشهد الفيديو، ومعظم الضحايا فتيات مراهقات أو في بداية العقد الثاني من العمر".
وتابعت حديثها قائلة أن البلوتوث قد أعطى صورة سيئة عن المجتمع السعودي للبعض في الدول الأخرى مع انتشار عدد كبير من الصور والفيديو لفتيات وشبان سعوديين في أوضاع مخلة، مطالبة المسئولين بوضع حد لذلك بإيقاع أشد العقوبات على من يرسلون هذه الأشياء بواسطة البلوتوث.
إحدى الأمهات التي التقيت بها طلبت مني توجيه نصيحتها لغيرها من الآباء والأمهات، بعدم منح الحرية المطلقة للأبناء الصغار من أطفال ومراهقين، باستخدام الهاتف الجوال المزود بالبلوتوث، وأردفت قائلة:" قد يتلقى الواحد منهم رسالة محتواها مشهد فيديو إباحي فيحدث له صدمة ويخدش براءته.. ومع الأسف الشديد الكثير من مستخدمي البلوتوث في مجتمعنا لا يفرقون بين صغير وكبير بل لا يعون أحياناً أن صاحب ذلك الاسم الذي جذبهم فأرسلوا إليه شخص قاصر، إذ أنهم يرسلون ما لديهم عشوائياً!".

الألماس.. صديق المرأة المفضل


لم تخطئ نجمة هوليوود الراحلة (مارلين مونرو) حينما صدحت بأغنيتها الشهيرة:


Diamond's Are A Girl's Best Friend

فالألماس قطع جميلة وخالدة.. لا يغيرها الوقت وتظل إلى الأبد.
وتعشق المرأة السعودية المعادن النفيسة والمجوهرات بشكل عام والألماس بشكل خاص، ولا تتردد في صرف عشرات الآلاف على طقم صغير من الألماس أو خاتم لامع لإتمام زينتها لحفل زفاف أو أي مناسبة، فللألماس التقدير والاحترام الأكبر بين الأحجار الكريمة.
وقد لا ترتدي المرأة قلادة أو سواراً أو حلقاً مكتفية بساعة يد فخمة وغالية الثمن من الألماس، فهي تغني عن أي شيء آخر.
والألماس.. هذا الحجر المتألق، هو مادة ذات تركيب بلوري يتكون من نسبة كبيرة من الكربون، وهو أكثر المواد المعروفة وذات الفائدة من بين ما يزيد على 3000 مادة مكتشفة اليوم.
وقد عُرف هذا الحجر الصلب منذ القدم كأحد الجواهر القيمة مادياً ومعنوياً.
وازدادت شعبية الألماس في القرن التاسع عشر مع تحسن تقنيات القطع والصقل.
ويشتهر الألماس بصفات فيزيائية فائقة، خصوصاً في صلابته العالية حيث يمتاز وحده بدرجة 10/10 في سلم درجات صلابة الأحجار وتشتيته العالي للضوء.
لهذا السبب، فإن الألماس مادة ذات قيمة مهمة جداً في صناعة الحلي والساعات، إلى جانب استعمالات صناعية أخرى.
وأطلق اليونانيون القدماء على الألماس اسم (أذماس) والتي تعني (مُحال التطويع) لصلابته، وعرّب باستبدال حرف الذال باللام لتقاربهما في اللفظ.
ويستخرج معظم الألماس من الفوهات البركانية حيث تلقي به الحمم البركانية التي تحضره من أعماق الأرض من مسافات قد تصل إلى 150 كيلومتراً، حيث الحرارة والضغط العاليين لمدة طويلة تصل إلى ملايين السنين، تهيآن ظروفاً مناسبة لتشكيل الألماس.
وتقع معظم مناجم الألماس في وسط وجنوب أفريقيا على الرغم من اكتشاف كميات لا بأس بها في كل من كندا وروسيا والبرازيل وأستراليا.
ويستخرج ما يعادل 130 مليون قيراط
، أو 26,000 كيلو غرام من الألماس سنوياً، وهو ما يعادل قيمته 9 مليار دولار أمريكي.
وتقدّر جودة الألماس عادة بالنظر إلى أربعة معايير: القيراط، الوضوح، اللون، والقطع. وبالمقابل للألماس الطبيعي، يتم إنتاج الألماس صناعياً بكميات
تقارب أربعة أضعاف الكمية المستخرجة طبيعياً. ومع ذلك، فإن معظم الألماس الصناعي يكون صغيراً ويحوي على تشوهات واضحة مما يجعل أسعاره بخسة أمام الألماس الطبيعي، و يكون استعماله محصوراً بشكل كبير للأغراض الصناعية، لذلك دائماً ما تجد شهادات ضمان تصاحب الألماس الطبيعي خصوصاً النادر منه، وتكون هذه الشهادات صادرة من مراكز أو شركات تمتلك مختبرات وخبراء ذوي باع طويل في التعامل مع الألماس والأحجار الكريمة، حيث تذكر أدق تفاصيل الحجر من بينها وزن قيراط الحجر ونوع قطعه ودرجة الوضوح واللون وتعطى الشهادة رقم مسلسل وتدرج صورة من الشهادة في سجلات الشركة وهي شهادات مضمونة لا يمكن التشكيك فيها وتجعل الماسة ذات قيمة أكبر.
وتعتبر كثير من النساء السعوديات المجوهرات بما فيها الألماس استثماراً. إلا أن هذه الكلمة لم تعجب أحد البائعين بأحد محلات المجوهرات الشهيرة والذي تحدث إلي قائلاً: ((نحن لا نستخدم كلمة استثمار في بيعنا للمجوهرات، فهي أشياء وجدت وصنعت لأجل أن تتزين بها المرأة وتعشقها)).
وتحدث عن قيمة المجوهرات قائلاً: ((كلما كانت القطعة كبيرة الحجم وذات جودة، كلما كان ثمنها مرتفعاً وزادت أهميتها، وتبدأ أسعار القطعة القيمة من 20 أو 25 ألف ريال، أما مجوهرات المصممين والتي تتميز بلمعان وبريق أكبر فلها القيمة الأعلى)).
وحول أكثر المبيعات فيما يتعلق بالألماس، أجاب أنها دبل الخطوبة، مضيفاً أنها خواتم الألماس ذات الجودة العالية والمصممة للبيع كدبل هي القطع التي تباع بشكل يومي.
ويقدم نصيحته لمن يرغب في شراء الألماس بقوله:
((هناك 4 نقاط مهمة يجب وضعها في الاعتبار عند الرغبة في شراء قطعة أو طقم من الألماس:
1- القصة أو طريقة القطع
2- اللون
3- الوضوح
4- القيراط )).
ويتابع حديثه قائلاً:
((من المعروف أن الألماس عديم اللون هو الأكثر غلاء، ولكن الموضة الآن هي الألماس الملون، وخاصة الوردي والأصفر)).
وعن درجة البريق واختلافها من قطعة لأخرى يوضح السبب قائلاً أنه يعتمد على القصة ووضوح القطعة.
ويعرّف الألماس المثالي بأنه الذي لا يحتوي على عيوب داخلية.
ويقدم نصيحة أخرى إذ يقول:
((يجب الانتباه قبل شراء الألماس فهناك بعض القطع المعدلة بشكل اصطناعي، وهذه ليست مصقولة بما فيه الكفاية)).
وعن الموضة في الأحجار والمعادن الكريمة أوضح قائلاً: ((الموضة تتغير باستمرار، ففي السنوات الأخيرة كان البلاتين هو الموضة المنتشرة، وكذلك الذهب الأصفر الذي عاد بقوة بعد أن غطى عليه الذهب الأبيض لفترة من الزمن. أما الآن فإن الألماس هو المتربع على عرش الموضة وبقوة لم يشهد لها مثيل. وتتنافس محلات المجوهرات اليوم على تصميم أشكال جديدة ومختلفة من الألماس)).
وينصح الخبراء بعدم شراء الألماس عبر شبكة الإنترنت لأنه قد تحدث حالات غش بهذه الطريقة، ولأن الألماس يجب فحصه جيداً قبل شراءه للتأكد من جودته.
ولكن لا ضرر من تصفح الإنترنت للتعرف على أسعار القطع على حسب الحجم والجودة والمصمم.
نشر في: صحيفة (شمس) ديسمبر 2006

حوار مع الناشطة السعودية (وجيهة الحويدر)


اعتقلت السلطات السعودية صباح يوم الجمعة الرابع من أغسطس الجاري الكاتبة السعودية المثقفة (وجيهة الحويدر)، بعد سيرها على قدميها في جسر الملك فهد، رافعة لوحة مكتوب عليها (أعطوا المرأة حقوقها).
والأستاذة (وجيهة الحويدر) هي كاتبة مرموقة من المنطقة الشرقية حاصلة على الماجستير من جامعة (جورج تاون) الأمريكية وموظفة في شركة أرامكو في الظهران، وناشطة معروفة في مجال الدفاع عن الحريات في المملكة، وخاصة حقوق المرأة السعودية، وقد كتبت الكثير من المقالات سابقاً للفت الانتباه إلى ما يرتكب ضد النساء السعوديات من تمييز جنسي واجتماعي.
ونظراً لإيقافها عن الكتابة منذ ثلاث سنوات بأمر من وزارة الإعلام السعودية فقد اتجهت الأستاذة (وجيهة الحويدر) إلى الكتابة في المنتديات وأشهر المواقع على الإنترنت، منها موقع (الحوار المتمدن).
ويتميز قلم (الحويدر) بجرأته التي تفوق تلك التي تتسم بها الناشطات الخليجيات الأخريات.
الجدير بالذكر أن (الحويدر) قد تم تكريمها عام 2004 على دورها المتميز في الكتابة التنويرية وتم منحها جائزة خاصة برابطة الكتاب العالمية.
كان لي اتصال بـالأستاذة (وجيهة الحويدر) لمعرفة ما الذي حدث بالضبط في الرابع من هذا الشهر.
-أستاذة (وجيهة) كانت تلك المظاهرة في مكان عام ومزدحم خطوة جريئة جداً لم تسبقكِ إليها امرأة سعودية من قبل.. فهل توقعتِ اعتقالكِ من قبل السلطات السعودية؟
نعم.. بل توقعت الأسوء من ذلك! ثم إنها لم تكن مظاهرة. كنت أحمل رسالة أردت إيصالها للملك.. هي نداء لملكنا عبدالله لكي تعطى المرأة السعودية حقها في المواطنة، ولكن الرسالة لم تصل إليه فقررت الخروج في ذلك اليوم ورفع تلك اليافطة، ولا أرى أنني اقترفت خطأ حتى يتم اعتقالي فلا يوجد قانون يمنع أن أتجول أو أحمل لوحة.
-ما الدافع وراء تلك الحركة التي قمتِ بها في الجسر؟
الكثير من الأمور.. أولاً نريد أن تعطى المرأة السعودية حقوقها.. أنا امرأة عمري 45 عاماً وليس لدي حق الوصاية على نفسي وليس لدي محرم يهتم بشؤوني.. إن أكبر أبنائي عمره 16 سنة ولم يحصل على بطاقة أحوال بعد، وأبي رجل مسن ومريض... لست أنا وحدي من أعاني، فالكثير من النساء السعوديات لديهن احتياجات وعوائق في آنٍ واحد.
وأنا لم أبدأ بالمطالبة بقيادة المرأة السعودية للسيارة.. لقد بدأت بالمطالبة بأمور أهم بكثير.. نريد وزارة للنساء.. يجب أن يكون لدينا نحن النساء السعوديات 50% من الوظائف الحكومية على الأقل، لأننا نحن نصف المجتمع، ولأن النساء السعوديات أكثر نساء العالم بطالة!

-وكيف تم اعتقالك؟
انزعج أفراد شرطة المرور واعترضوا طريقي قائلين أنني أعرّض نفسي وغيري للخطر ولكنني لم أبالي.. فأخذوني إلى قسم الشرطة حيث تم عمل المحضر، وجلبوا كذلك رجلاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وكيف تمت معاملتكِ في المحضر؟
كان رجال الشرطة في الجسر طيبون معي، وانتهى المحضر بتعهد بعدم تكرار ما حدث.
-وما كان موقف رجل الهيئة مما حدث؟
كان الرجل متفهماً وقال لي بأنه يؤيدني ولكن الطريقة التي قمت بها خطأ.. قلت له كيف نعبر عن رأينا إذاً؟ فأجاب بالكتابة، فأخبرته بأنني ممنوعة من الكتابة فقال إذاً وجهي فاكس للملك، فأجبت بأنني لا أضمن وصول رسالتي عبر الفاكس. كان الرجل متعاوناً معي ولكنه في نفس الوقت غير راضِ عن الطريقة التي عبرت بها عن رأيي.. ولكن لم يكن لدي خيار آخر.
-في هذا الشهر أغسطس، تكون قد مرت ثلاث سنوات على توقيفك عن الكتابة.. لماذا لا تطالبين بعودتك للكتابة من جديد؟
أنا لم أتوقف عن الكتابة فلا زلت أكتب وأنشر كتاباتي في المواقع الإلكترونية، ولكن الكتابة في الصحف شيء آخر بالطبع لأنها أكثر انتشاراً، لذا سأطالب بحقي في الكتابة، وقد أضطر لرفع قضية إن لم يُسمح لي بالكتابة قبل شهر ديسمبر القادم.
-جميع المواقع التي تكتبين فيها على الإنترنت محجوبة.. فلماذا أنتِ بالذات؟
لأنني كاتبة أقول الحق، وأريد مصلحة المرأة السعودية.. أريدها أن تكون مستقلة كنساء المجتمعات الأخرى بما لا يتعارض مع ديننا، ولكن لا زال مجتمعنا غير متقبل لهذه الفكرة، لذلك تجدينهم يحاربونني ويحجبون كل المواقع التي أكتب فيها، وكل المواقع التي تتحدث عني سواء عربية أو أجنبية.
-وكيف كانت ردود الفعل بعد انتشار خبر اعتقالك مؤخراً؟
تلقيت رسائل من أشخاص كثر أعرفهم وأشخاص آخرون لا أعرفهم ولكنهم جميعاً يدعمونني، كما تلقيت اتصالات من معارف لي من بعض الدول الأوروبية منها ألمانيا، فقد انتشر الخبر بواسطة وكالة رويتر للأنباء، حيث اتصلوا بي شخصياً وأخذوا مني التفاصيل وهم من قاموا بكتابة الخبر ليصل من خلالهم إلى الصحف العالمية.
-هل تتوقعين أن يتغير حال المرأة السعودية في السنوات القليلة المقبلة؟
لا يمكن أن يتغير الحال بالصمت.. يجب أن ننطق لأجل حقوقنا.. ولا بد من المثابرة للوصول إلى أهدافنا، وما حدث في ذلك اليوم لن يمنعني من مواصلة مشواري لأجل أن تنال المرأة السعودية حقوقها.. ويبقى الأمل في مليكنا حفظه الله، فقد وعدنا وإن شاء الله سيفي بوعوده.
حرر في: أغسطس 2006

السكيورتيات.. حكايات غريبة ومآسٍ طريفة


يتحدين البطالة بوظائف خطرة
موظفات الأمن.. حكايات غريبة ومآسٍ طريفة

لا توجد مهنة بلا متاعب, فكل عمل أياً كان يتطلب جهداً وقدرة على التحمل, سواء جسدياً أم ذهنياً. ولكن هناك مهناً يتحمل فيها الموظفون إلى جانب ضغوط العمل, ضغوطاً أخرى تتمثل في مضايقات الآخرين لهم من مراجعين وغيرهم والذين يزيدونهم هماً ومعاناة.
ولعل أكثر من يعاني تلك المضايقات, هم من يعملون في بعض المهن التي تتطلب الصبر والشجاعة كـالحراسة.
التقيت بعدد من موظفات الأمن في المنطقة, وتعرفت على معاناتهن مع الغير, من خلال المواقف التي ذكرنها:
(س.م)- تعمل موظفة أمن في مجمع الشرقية النسائي بالدمام- تقول:"تعرضت مرة للسب من إحدى السيدات لأنني طلبت منها حقيبتها لكي أفتشها, وعلى الرغم من أنني أخبرتها بأنها قوانين وضعتها إدارة المجمع وأنني لست سوى منفذة, إلا أنها لم تنفك تصرخ وتلعن!؟.. وتلفظت بألفاظ خارجة أخجل من ذكرها".
وتتابع حديثها قائلة:"ذات مرة دخلت إحداهن وبيدها كوب من القهوة, فمنعتها من الدخول به لأن الدخول بالشاي والقهوة بات ممنوعاً لمصلحة المقاهي بالمجمع, ولكنها أصرت على الدخول به والشرر يتطاير من عينيها, وعندما منعتها سكبت القهوة علي"!
وتضيف أن أكثر ما يزعجها هو إصرار البعض من النساء القادمات للمجمع على الدخول بالممنوعات.. وتوضح قائلة: "هناك البعض من السيدات والفتيات اللاتي يتمردن على النظام ويحاولن الدخول بالممنوعات رغماً عنا.. ومن هذه الممنوعات التي نجدها معهن بكثرة, الجوالات المزودة بالكاميرا، ولكنها هيّنة مقارنة بالأشياء الأخرى التي نفاجأ بها في حقائب الفتيات خاصة المراهقات, مثل السكاكين الصغيرة وغيرها من الأدوات الحادة والتي سمعنا أنهن يحملنها معهن للدفاع عن النفس في (الهوشات!) وكأنهن سيدخلن حلبة للقتال!!؟.. وهناك من وجدنا في حقيبتها مسدساً!.. هذا غير السجائر والولاعات على الرغم من حظر التدخين في المجمع!؟.. وأخرى ضبطنا معها مواداً اشتبهنا بها وعندما أخذنا نتفحصها هربت إلى خارج المجمع تاركة الحقيبة معنا.. وفي النهاية اكتشفنا أنها مخدرات"!!
وحدثتني زميلتها (سلوى) عن مضايقات الزائرات لهن بالشكاوى من أشياء عديدة في المجمع موظفات الأمن لسن مسئولات عنها, وذكرت لنا إحدى هذه الشكاوى قائلة: "ما يضايقني تلك الشكاوى التي نتلقاها دائماً من بعض الزائرات, وأكثرها عن تجول بعض الفتيات في المجمع بملابس ممنوعة مثل القصير والضيق والمفتوح, فنحن لسنا مسئولات عنهن.. إن وظيفتنا هي تفتيش الزائرات فقط لا غير".
وفي قاعة للاحتفالات بالخبر, كان لي حوار سريع مع (خلود) التي تعمل في هذه المهنة منذ 7 أشهر, تقول:"عملي هو تفتيش الحاضرات قبل دخولهن الصالة, فإذا وجدت آلة تصوير أو جوالاً بكاميرا أو سلاحاً أوغيرها من الممنوعات التي توجد بكثرة في حقائبهن أقوم بالاحتفاظ بها لحين خروجهن فأسلمهن ممتلكاتهن. ولكن مؤخراً وجدت نفسي أقوم بمهمة أخرى وهي فض النزاعات!.. ففي إحدى الصالات, بذلت جهداً في فك اشتباك بالأيدي بين فتاة وأخرى وبقية الحاضرات يتفرجن على المهزلة التي بدأت بالسب وانتهت بالتقاذف بالشنط وشد الشعر!! ومثل هذه المواقف غير الحضارية تحدث في بعض المناسبات ونحن من نتحمل المسئولية في النهاية".
وفي مستشفى الولادة والأطفال بالدمام لفت انتباهي مشرفات أمن منقبات, والتقيت بـ( نورة)، التي تحدثت إلي قائلة:"لا يوجد ما يضايقني في عملي بالمستشفى, بل العكس صحيح, فأنا مستمتعة بالعمل هنا, فلا يوجد ظلم البتة, و تعامل الإدارة معنا ممتاز جداً فهم يقدرون جهودنا ويبعثون لنا شهادات تقدير.. ولكننا نعاني التصرفات غير اللائقة من قبل الكثير من المراجعين للمستشفى وأغلبهم من البدو الغير متعلمين، والذين يظنون أن المستشفى ملكاً لهم فيفعلون فيه ما يشاءون دون احترام للقوانين والأنظمة."
وأضافت قائلة:"تصوري, تصل الوقاحة بالبعض إلى سب العاملين في المستشفى وقذفهم بعبارات سوقية.. ففي أحد الأيام, حضرت 4 سيدات للدور الرابع حيث الأطفال حديثي الولادة, وأخذن يصورن بكاميرا الجوال, فقالت لهن زميلتي بهدوء أن التصوير ممنوع في المستشفى, فتلفظن عليها بكلمات نابية مثل: اخرسي يا ...!!.. يا ....!! وعلا صراخهن.. حتى وصل إلى الأدوار السفلية, وأردت أن أهدئ الوضع فقلت لهن يا جماعة إصبروا, دعونا نتفاهم.. وفجأة قمن بسحبي وأردن أن يخلعوا حجابي (علماً بأنهن يرتدين الحجاب الشرعي الكامل.. بل انهن يرتدين القفازات! أي يفترض بهن أن يكن ملتزمات وبقدر من الأدب كما يدل مظهرهن!).. والحمد لله الذي أنقذ الموقف بتدخل أحد رجال الأمن الذي هرع للتفكيك!.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أطالب بوجود رجل أمن في مكان عملنا لحمايتنا من أمثال هؤلاء".
وتذكر موقفاً آخر حدث لإحدى زميلاتها أثناء عملها, قائلة:"أرادت إحدى السيدات رؤية شقيقتها المنومة في غرفة الملاحظة, ولكن الطبيبة لم تسمح لها لأن شقيقتها أدخلت للتو غرفة الملاحظة وطلبت منها أن تأتي فيما بعد فهم يريدون إجراء بعض الفحوصات اللازمة عليها, فحاولت تلك المرأة أن تدخل بالقوة فما كان من زميلتي مشرفة الأمن إلا أن وقفت في وجهها ومنعتها من الدخول, فأخذت تلك المرأة تسب زميلتي بكلمات يندى لها الجبين!..وكان أن صبت جام غضبها على الطبيبة أيضاً قائلة: يا (زبالة)!!.. فأتى زوجها وأخذ يصرخ هو الآخر ويقذف من الكلام ما يقشعر له البدن!. وأخذ يسخر منها قائلاً أنتِ إنسانة تافهة ولو أنها واحدة من جماعتكِ لسمحتِ لها بالدخول!؟.. وعندما ردت عليه هددها بقص لسانها!.. حتى تدخّل أحد المراجعين الذي استفزته وقاحة الزوجين فازدادت المعركة شراسة!! "
وتتابع سرد المواقف التي تتحملها في عملها باستمرار هي والزميلات قائلة: "مرة طلب أحد الضباط كرسياً متحركاً لزوجته، وطلبت منه القليل من الصبر حتى تعيد الممرضة أحدها والذي نقلت به مريضة منذ دقائق, فاشتعل غضباً وأعطاها علقة ساخنة مستغلاً منصبه ورتبته"!!
سألتها؛ وما ردة فعل زميلتك تجاه ما فعله ذلك الرجل, فأجابت:"لم تفعل شيئاً سوى الالتزام بالصمت, وجميعنا هكذا نسكت والشكوى لله، فنحن لا نريد عمل بلبلة في مقر العمل, خاصة أنه مستشفى ويفترض أن يكون مكاناً هادئاً، وعموماً فقد اعتدنا على مثل هذه الأمور".
وأضافت قائلة: "لا أنكر أن هناك زواراً مهذبين ويتعاملون معنا بكل احترام.. ولكن مع الأسف هؤلاء قلة، ولا أبالغ إن قلت أنهم 1 بالمائة! ونقابلهم مرة في السنة"!
وتوافقها الرأي زميلتها (نوف العيسى) قائلة أن المضايقات من قبل المراجعين والزوار هي أكثر معاناتهن, وتذكر موقفاً حدث معها هي وزميلاتها قائلة:"أتت سيدة من منطقة أخرى إلى المستشفى, وكان برفقتها 3 فتيات, وأثناء انشغالها مع الطبيبة, طلبت الفتيات من أحد الرجال المراجعين هاتفه الجوال للاتصال بإحدى قريباتهن وأعطاهن الجوال بحسن نية, إلا أنهن هربن به خارج المستشفى.. وأخذ الرجل يبحث عنهن بلا فائدة!.. وجاء وصرخ فيّ أنا وزميلاتي, وبحثنا عن الفتيات فلم نجدهن, فمنعنا المرأة التي يبدو أنها والدتهن من الخروج قبل تسوية الأمر مع الرجل الغاضب, والذي خيرها بين إعادة جواله أو دفع ثمنه أو إحضار الشرطة, فاضطرت للدفع خوفاً من الشرطة, وبعدها صاحت فينا قائلة أن هذا ظلم!!.. وأتساءل كيف تكون مظلومة وقد دفعت له 900 ريال عن اقتناع!؟"..
وذكرت موقفاً لا يقل طرافة, حدث لزميلة لها وإحدى الزائرات, قائلة:"كانت إحدى السيدات في غرفة الولادة وأمها تنتظر في الخارج وطلبت منا أن نعلمها إذا ولدت ابنتها, وعندما أخبرتها زميلتي بأن العملية تمت بخير وأن ابنتها ولدت, أغمي عليها من شدة الفرحة, فأغمي على زميلتي أيضاً ولكن من شدة الصدمة!, فقد كانت خائفة أن تفصل من عملها لأنها ظنت أن الأم ماتت بسببها!؟.. لدرجة أنها بكيت حتى وقعت مغشياً عليها !"
نشر في: جريدة (اليـوم) مايو 2005

سعوديات يتحدثن عن مشاكلهن مع الحجاب في أمريكا

تقابلت معهن بالصدفة في أحد المراكز النسائية الخاصة بالعلاج الطبيعي.. ثلاث سيدات تتراوح أعمارهن بين الأربعين والخمسين عاماً..
وفي قاعة الانتظار دار الكثير من الحوارات والمناقشات الساخنة، وعندما تطرقن لمواضيع عن المجتمع الأمريكي الذي لم ولن يتقبل الحجاب الشرعي، بدأت في الانشغال بحديث كل منهن والانصات جيداً فقد كانت المواقف غريبة وكان حديثهن شيقاً.. كما لو كنت أتابع فيلم " أكشن"!
وعندما طلبت الإذن لنشر مواقفهن الخاصة طلبن مني عدم ذكر الأسماء.. وفي الواقع ليست الأسماء مهمة لدينا نحن المحررون قدر اهتمامنا بالقصة والحدث.
وكان موضوع النقاش الأساسي عن الحجاب الشرعي وتطور ليصل إلى مواضيع أخرى كنظرة الآخرين في الخارج للحجاب، إذ قالت إحداهن: " منذ عامين، حدث معي موقف لم ولن أنساه..
كنت أقضي أنا وزوجي والأبناء يوماً حافلاً بالمتعة على شاطئ ميامي بولاية فلوريدا، ورغم كوني في شاطئ يتعرى فيه الجميع إلا أنني كنت أرتدي العباءة والحجاب، وكان زوجي يخاف من نظرات الآخرين الغريبة هناك ولطالما حذرني من عواقب هذا الحجاب اللافت للأنظار إلا أنني كنت متمسكة بالحجاب أينما كنت.
وحدث أن غاب زوجي والأبناء قليلاً وبقيت وحدي على الشاطئ وفجأة وجدت سيارات الشرطة تحاصرني من جميع الجهات ورجال الشرطة، منهم من أخرج الكلبشات ومنهم من يتحدث بجهازه اللاسلكي وكانت نظراتهم موجهة إلي، ولكنني لم أعرهم أي اهتمام، وتظاهرت بالهدوء واللامبالاة فأنا لم أقم بارتكاب جرم أو خطأ!؟.. وعندما أتى زوجي ورأوه بملابسه التي تشبه ملابس الأمريكان على الشاطئ (الشورت والقبعة) تركوني وشأني بعد أن تحدثوا مع زوجي لدقائق، حيث أمروه أن يمنعني من الخروج بهذا الشكل مرة أخرى.. وطبعاً لم أسلم من تأنيب زوجي لي وتذمره من ارتدائي العباءة السوداء في مجتمع لم يعتد على رؤية امرأة محجبة بهذا الشكل ولا يعي معنى هذا الحجاب لجهلهم بتعاليم ديننا".
وأضافت بتعجب: "الغريب أنني قبل هذا الموقف كنت قد أمضيت 8 سنوات في أمريكا وفي ولايات عديدة منها ولم يتعرض لي أحد بنظرة أو حركة رغم كوني محجبة! ولكن ما حدث في ميامي كان غريباً للغاية!".
وتحكي سيدة أخرى حكايتها عن قريبتها التي عانت عدة مواقف في أمريكاً أيضاً بسبب حجابها الذي كان أكثر لفتاً للأنظار من الأولى، قائلة: "كانت تغطي كل جسمها بالسواد من الأعلى إلى أخمص قدميها.. بل وترتدي القفازات! وبينما كانت هذه السيدة مع أطفالها في إحدى ساحات اللعب الخاصة بالأطفال، شعرت بحركة من الوراء فالتفتت لتجد ورقة ملصقة على ظهرها مكتوب عليها عبارة ساخرة باللغة الإنجليزية تعني (الغول)! ربما ألصقها أحد المراهقين المؤذيين بطبعهم.. ولكنها سببت لها الشعور بالاستياء والضيق.
ولم تستطع تلك السيدة العيش في أمريكا لازدياد المضايقات بسبب حجابها الكامل الأمر الذي دفعها إلى المغادرة".
أما إحدى السيدات التي كانت تستمع في البداية ملتزمة الصمت، فقد نطقت أخيراً وسردت موقفاً يفوق المواقف التي قيلت غرابة!
تقول: "منذ عشرين عاماً كنت في رحلة على متن إحدى الطائرات المقلعة من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وكنت المسلمة والعربية الوحيدة من بين الركاب، وبسبب ملامحي حدث لي موقف تعيس لن أنساه ما حييت!"
وتسرد السيدة أحداث الموقف قائلة: "في المطار الأمريكي فوجئت أنا وزوجي بسلسلة من الأسئلة، اتهموني أن لي علاقة بأحد الإرهابيين الإيرانيين الذي اختطف إحدى الطائرات الأمريكية آنذاك فقط لأن ملامحي -على حد قولهم- إيرانية!!..أما زوجي فقد قالوا أنه ليس سعودياً بل لبنانياً!".. وأضافت ضاحكة: " أتساءل كيف يكون زوجي لبنانياً بهذه الملامح والبشرة التي تعتبر ماركة مسجلة للسعوديين!؟"...
وتتابع حديثها قائلة: "وبعد أن أرهقونا بالتحقيق في هويتنا وأسئلة أخرى قرروا التأكد وذلك بالاتصال بالمسؤولين في المملكة، وفعلاً قاموا بالاتصال بعدد من المسؤولين وأعطوهم اسمي واسم زوجي لمعرفة ما إذا كنا من أصحاب السوابق وغيرها من المعلومات! واتصل بي شقيقي والذي يعمل مسئولاً مهماً في الوطن مباشرة بعد معرفته بما يحصل لي، وصعق عندما وجد اسمي ضمن قائمة أسماء المشتبة فيهم!!"
وتابعت قائلة: " بعد أن تأكدوا من هويتي وأنه ليس لي أو لزوجي أي علاقة بالإرهاب وبعد تأكيد المسؤولين في المملكة أنني من عائلة طيبة ومعروفة تركونا وشأننا ولكنهم أدرجوا اسمي ضمن القائمة السوداء بعد أن رفضت التفتيش الذاتي.. وبالنسبة لي أن يكون اسمي ضمن الـ(بلاك لست) فهذا يعني الكثير من المتاعب مع كل رحلة إلى الولايات المتحدة ولكنه أهون بالنسبة لي من التفيش الذاتي!"
وسألتها.. عفواً، ولكن ما هو التفتيش الذاتي؟؟
فأجابت: "هو أن أوضع في غرفة خاصة وأخلع جميع ملابسي بحضور سيدتين ليتم تفتيشي ومن ثم تصويري عارية للتأكد من عدم وجود أي أسلحة أو مواد من هذا القبيل!!.. وهذا شيء يستحيل أن أقبل به!"
وهنا أخذت إحدى السيدات تعلق ضاحكة: "جيد أنك لم تخضعي للتفتيش الذاتي وإلا لكانت صورك الآن في جميع صفحات الإنترنت!!.. لا نستبعد شيئاً من الأمريكان"!
وبعيداً عن (السوالف) التي لا تنتهي لأولئك النسوة في المركز، ذكرت لي إحدى الفتيات من الدمام ما حدث لشقيقها الذي ولد وعاش لسنتين في أمريكا، وعندما عادت الأسرة لأرض الوطن وفي أحد مطارات المملكة كان الطفل الصغير مرعوباً وينظر باستغراب لمن حوله، حيث كان هناك الكثير من السيدات في المطار بالعباءة السوداء والنقاب وأنواع أخرى من الأحجبة التي لم يعهدها من قبل.
وعلقت (د. آمال الودعاني)- طبيبة وكاتبة صحفية-: " لقد سافرت للعديد من الدول ورأيت الكثير من النساء المحجبات الحجاب الشرعي الكامل، ولم يكن ذلك غريباً على المجتمع الأوروبي على وجه الخصوص كبريطانيا وفرنسا حيث تعود أفراد هذه المجتمعات على العرب والحجاب. ولكن لا يعني هذا أن هناك دولاً أوروبية تتقبل الحجاب، فهناك إيطاليا وهولندا وغيرها.
وتبقى أمريكا برأيي أكثر الدول التي يجب على المرأة العربية والمسلمة أن تأخذ الحيطة والحذر من مجتمعها فقد غلبت العنصرية على معظم أفراده خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وغيرها من الأحداث التي هزت المجتمع الأمريكي".
نشر في: جريدة (اليـوم) يونيو 2003

انتشار الباروكات بين بنات اليوم

بالرغم من تحريم الوصل
انتشار الشعر المستعار بين بنات اليوم


الشعر المستعار أو (الباروكة) موضة جريئة وظاهرة جديدة بدأت في الانتشار بين أوساط النواعم مؤخراً، فقد أصبح الكثيرات يرتدينها اليوم بكل ثقة في أي مكان وبعدة ألوان وأشكال.
أردت التحقيق لمعرفة الدوافع والأسباب فخرجت إلى بعض الأماكن التي تشهد تجمع الفتيات والسيدات معاً.
والتقيت بـ(رهف)- 21 سنة- طالبة جامعية، تقول:
"الباروكة ليست شيئاً جديداً بالنسبة لي فقد وضعتها قبل ثلاث سنوات وكانت على شكل القصة القصيرة الدارجة في تلك الأيام ما تعرف بالـBoy، وأذكر أن لونها كان فاتحاً بينما لون شعري أسود وطوله يصل لحد الكتف.. وهي ليست لي بل تخص صديقة لي واستعرتها منها بعد أن جربتها عندها وأعجبتني، فقد غيرت شكلي تماماً! إذ جعلتني أبدو أكثر نعومة وأكثر أنوثة كنجمات السينما! وأول مرة ارتديتها وقفت أمام المرآة مذهولة من التغير الكبير في مظهري!!، وقد لاحظت الانبهار في عيون الفتيات عندما ارتديتها مرة في إحدى الحفلات، حيث كنت مدعوة من إحدى الصديقات التي كانت تعلم أنه ليس شعري الأصلي، وقد طلبت منها أن لا تخبر أياً من المدعوات.. وبصراحة، كان من الممتع رؤيتهن وهن يحدقن بي طوال الوقت، فقد زادني ذلك ثقة أكبر بالنفس، وجميعهن كن يسألن أين قصصت شعرك.. أين صبغته؟ إنها فنانة من غيرتك بهذا الشكل!".
(رحاب) 21 سنة- طالبة جامعية، لها تجربة هي أيضاً مع الشعر المستعار، تقول:
"أؤيد الباروكة لأنها تغير وتجمل أكثر من المكياج، وقد جربت الباروكة ووقعت في موقف محرج عندما اشتريت باروكة أقصر من شعري الطويل وارتديتها أثناء زيارة لإحدى الصديقات التي لم أرها منذ فترة طويلة، وكانت شقيقها الصغرى موجودة معنا.. وبعد شهرين دُعيت لحضور حفل خطوبة صديقة أخرى، وذهبت بشعري الطبيعي، وهناك صادف وأن رأيت صديقتي التي زرتها قبل شهرين ومعها شقيقتها، وعندها لاحظت علامات الدهشة والتعجب عليهما فاضطررت للاعتراف، لأنني شعرت بالضيق من أسئلتهما المتتالية لي خاصة الأخت الصغرى التي لم تنفك تسألني: "كيف طال شعرك هكذا خلال شهرين؟؟".. وما هي الوصفة السحرية؟!".
(أماني)- 26 سنة- استفادت من الباروكة لفترة من الزمن.. تحكي تجربتها قائلة:
"احترقت أطراف شعري واضطررت لقصه ولم يعجبني شعري وهو قصير فاستخدمت توصيلة على شكل تسريحة ذيل الحصان بنفس درجة لون شعري ومعها مشبك للتثبيت، وكانت تبدو طبيعية جداً.
وبعد أن طال شعري تخليت عن الباروكة".
وفي زيارة لأحد المراكز النسائية، لفت انتباهي سيدة يبدو أنها في نهاية العقد الثالث من العمر، تجرب باروكة شقراء متوسطة الطول، وبعد تجربتها مباشرة قررت شرائها، وسألت مديرة الصالون عن السعر، فأجابت 180 ريالاً.. وبينما الزبونة تحاول تخفيض السعر قليلاً قاطعتها وسألتها: ما السبب الذي يدفعك لاقتناء هذه الباروكة؟
فقالت رافضة ذكر اسمها بعد أن علمت أنني صحفية: "بصراحة اشتريتها لأجل زوجي، أريد أن أكون له امرأة جديدة كل يوم بتغيير التسريحات إلى جانب تغييري باستمرار لمكياجي وأزيائي".
وأضافت:
"الباروكة كانت موضة أيام السبعينات وقد عادت الموضة لتفرض وجودها من جديد، سواء بيننا نحن النساء العاديات أو الفنانات، وأنا مبتهجة بعودة هذه الموضة لأنها تزيد من جمال المرأة وتصغر من عمرها سنوات، كما تنفع للطوارئ، فأحياناً لا يكون لدينا الوقت للذهاب إلى الكوافيرة لعمل تسريحة لإحدى الزيارات المسائية أو الحفلات بسبب انشغالنا طيلة النهار مع أعمالنا وواجباتنا تجاه أزواجنا وأولادنا فنلجأ للشعر المستعار الذي يختصر لنا الكثير من الوقت والجهد".
تركتها تدفع ثمن الباروكة وعلى وجهها ابتسامة عريضة فرحة بالـLook الجديد.
وخرجت من الصالون واتجهت إلى مجمع الشرقية النسائي، حيث دخلت أحد المحلات التي تبيع الشعر المستعار بالجملة، وكان لي حوار سريع مع الموظفة في المحل (أمل عبد العزيز)- 28 سنة- والتي تحدثت إلي حول هذه الظاهرة فقالت:
"أنا شخصياً لا أؤيد استخدام الشعر المستعار ولكن هناك نساء في حاجة إليه، كاللاتي يعانين عيباً في شعرهن أو من خلقن بلا شعر، وهناك أيضاً من يخضعن للعلاج الكيماوي حيث يفقدن شعرهن فيضطر البعض منهن إلى شراء البديل. وأنا سعيدة لأننا بهذا المحل الصغير نوجد الحل لمشاكلهن".
وتابعت حديثها قائلة:
"هناك فتيات لا يشكين من أي عيب أو مرض ولكنهن يشترين الباروكة لمجرد التغيير، وهناك من يأتين إلى المحل للتجربة بغرض التسلية، وهناك من يأتين لتجربة باروكة شقراء بغرض التأكد من مدى ملائمة اللون الأشقر لبشرتهن قبل صبغ وتغيير لون شعرهن".
وعن أسعار الباروكات قالت:
"السعر على حسب الطول وكثافة الباروكة، وتتراوح الأسعار بين 80 و100 و150 و250".
وأضافت:
"نستورد الباروكات من الخارج، ومعظمها من أمريكا، منها ما هو شعر حقيقي ومنها ما هو اصطناعي".
وفي نهاية حديثها إلي علقت (أمل) على سلوك بعض الفتيات قائلة:
"الظريف أن أكثر الفتيات اللاتي يترددن على المحل هن من المراهقات المهووسات بأغنية (البرتقالة) واللاتي يطلبن شعراً مستعاراً أسوداً وطويلاً تماماً كمن ظهرن في الفيديو كليب".

ختاماً أعزائي القراء، قد يكون الشعر المستعار ابتكاراً رائعاً والحل الناجع للكثير من مشاكل المرأة مع شعرها، ولكن أود التذكير بحكم الدين في هذا الشيء، ألا وهو (حرام.. ولا يجوز)! حتى لو كانت النية بقصد التزين للزوج، فهو من الوصل الذي تستحق فاعلته اللعن والعياذ بالله، إذ لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة.
نشر في: جريدة (اليـوم) أكتوبر 2004

تشات الشباب الخليجي.. تسول وإثارة وانتقام ونزعات عدوانية

تنفرد العديد من مواقع التشات الخليجية ببعض الظواهر المؤسفة التي تجعلها على درجة من التدني والإسفاف قياساً بمثيلاتها الأجنبية.
إن نظرة على هذه المواقع عبر أكثر من رحلة تصفح قادتني إلى هذا الرأي، وسأقدم هنا بعض الأمثلة لما شاهدته عبر هذه المواقع وأبدأها بهذا التسول العلني والكريه! في أحد مواقع الدردشة المحلية, وجدت اسم (سدد فاتورتي ولك الأجر العظيم)!.. كان الاسم لفتاة رأيتها تتوسل الموجودين بالنك نيم الخاص بها في الصفحة العامة بموقع الدردشة في محاولة بائسة لجمع مبلغ معين من المال، وتكشف هذه الطريقة ضياع الكرامة من أجل حفنة من الريالات!!.. يذكر أن مثل هذه النوعية من الأسماء تحفز بعض الشباب من ذوي العقول المريضة على استغلال نقاط ضعف بعض الفتيات الساذجات, بتسديد الفواتير أو أي حاجة أخرى، مقابل شيء ما أغلى بكثير!..
أيضاً فقد أصبح البعض من مواقع الدردشة الخليجية أشبه بنوادٍ ليلية لنشر الممنوعات ووسائل اللهو غير البريء, فما أن يسدل الليل ستاره, حتى يبدأ الكثير من الشباب من الجنسين بدخول هذه المواقع لإرضاء النزوات, كالبحث عن الصور والأفلام الإباحية وتبادلها فيما بينهم, حتى أصبحنا نرى أسماء منتشرة بشكل مخيف في غرف الدردشة تلك مثل: (فلان للصور والأفلام والقصص) أو (سلم واستلم!).. وهناك من الأسماء المخزية الشيء الكثير مثل (مكتبة أفلام وصور متنقلة)! وهناك من هواة جمع مواد الفسق والفجور من تصل مجموعته إلى 500 فيلم و أكثر.. وآلاف الصور!!.. جاهلاً أو متجاهلاً أنه سيحمل إثم كل من يشاهد ما يقوم هو بنشره في الموقع!..
كذلك بدلاً من أن تكون مواقع الدردشة للحوار الراقي وتبادل المعلومات المفيدة وثقافات المجتمعات الأخرى, نجد أنها تحولت منذ فترة طويلة إلى مواقع للحروب الشرسة بين الفتيات الخليجيات ومواطنيهن من الشباب, وتبدأ المعركة الكلامية عادة بذم الفتاة الخليجية ومقارنتها بالفتيات من جنسيات عربية, بالبعض من الأمور، والمؤسف أن يحدث ذلك أمام فئة من الأخوة العرب المتواجدين في الموقع, الأمر الذي يدفعهم إلى الضحك والفرجة المجانية على مسرحية أبطالها أبناء جنسية واحدة!.. حيث يثار سخط الفتيات الخليجيات في الموقع, فيبدأن بالدفاع عن أنفسهن ومن ثم شتم الفتيات العربيات فيتدخل الشباب من الجنسية العربية وتزداد المعركة حدة!!.. ولا يهدأ الوضع إلا بدخول أحد المراقبين الذي يبدأ في طرد المتشابكين بالألسن أو بالأصح الكيبورد! واحداً تلو الآخر، وهكذا أصبحت بعض غرف الدردشة ساحات للقتال بدلاً من أن تكون للنقاش والنقاش الهادف!؟.. ومقارنة بمواقع الدردشة العالمية نجد أننا نستخدم التكنولوجيا بشكل خاطئ ومؤلم.
كما بات من الطبيعي أن تجد في غرف الدردشة من ينشر رقم إحدى الفتيات واسمها بالكامل وسيرتها الذاتية أمام الملأ ووصفها وصفاً كاملاً, أو نشر روابط لصور فتيات تم تحميلها على الإنترنت من أجل تشويه سمعتهن وتدمير مستقبلهن.
وتقع الفتيات في كثير من الأحيان ضحايا لصديقاتهن اللاتي ينشرن صورهن أو تسجيلات فيديو لهن حال حصول خلاف!..
وهناك من الفتيات من يجهلن أن قراصنة الإنترنت (الهكرز) منتشرون بشكل فظيع في مواقع الدردشة, لأجل اصطياد أكبر عدد ممكن من الفتيات الغافلات, ممن يحتفظن بصورهن الشخصية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهن, فيقوم الـ(الهكر) الذي تتحدث معه الفتاة بحسن نية في أحد مواقع الدردشة باختراق جهازها وهي لا تعلم, وسرقة ما يشاء من الصور والمستندات الخاصة, وقد يستطيع الوصول إليها وتكوين علاقة معها عبر تهديدها بنشر صورها والتشهير بها!..
وبالرغم من تطور التكنولوجيا التي تطور معها الإنسان في العصر الحديث, إلا أن مجتمعنا مازال يعاني من تخلف فئة معينة, فمهما تعلم هؤلاء ومهما أجادوا استخدام التكنولوجيا, تبقى عقولهم متحجرة وتعود لعصر الجاهلية الأولى!.. فهناك من يدخل إحدى غرف الدردشة ليسخر من قبيلة معينة ويتفاخر بقبيلته بأنها الأفضل, وهناك من تدور معظم أحاديثهم عن الأصل والنسب وكأنه لا توجد مواضيع تستحق الاهتمام والمناقشة أكثر من هذا الموضوع الذي لم يعد بذات الأهمية بعد ظهور فجر الإسلام. بالإضافة إلى أننا الآن نعيش زمناً مختلفاً ، أصبح التميز فيه لذوي العلم والثقافة والتميز بأي مجال آخر بعيداً عن اسم العائلة.

ما ذكرته آنفاً هو غيض من فيض في مواقع الدردشة, وللعلم فإن أكثر من ينشر الفساد في تلك الغرف الخاصة بالدردشة, كبار في السن وراشدون، بل ومتزوجون أيضاً! وليسوا مراهقين كما يظن البعض, وهدف هؤلاء هو التغرير بصغار السن واستغلال عدم خبرتهم ومعلوماتهم المحدودة.
وأتساءل هنا, أين دور مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من بعض هذه المواقع المشبوهة, التي ازدادت مؤخراً بشكل لافت ومثير للقلق؟!.. وأذكر بأنني أرسلت لهم ما يقارب العشر مرات بخصوص أحد هذه المواقع وأشهرها في احتضان هذه الظواهر المؤسفة ولكن... لا حياة لمن تنادي!!
نشر في: جريدة (اليـوم) يوليو 2005

حوار مع مؤسس أول موقع عربي للزواج على الإنترنت

مؤسس أول موقع سعودي للباحثين عن النصف الآخر.. عبدالله الجوهر:
وداعاً للزواج التقليدي



أتذكرون ذلك المسلسل الكويتي الكوميدي أيام الثمانينات- الزواج بالكمبيوتر-؟
كنت أتسلى بمشاهدته وأنا طفلة صغيرة وتضحكني فكرته لأنها كانت ضرباً من الخيال...
.. اليوم أصبح ما كنت أضحك عليه في الماضي وأستغربه شيء واقعي!
الفكرة التي أصبحت حقيقة ظهرت في البداية عبر المواقع الأجنبية على الإنترنت، ومن ثم ظهرت نظيرتها بالنسخة العربية باسم: (زوجتي دوت كوم)، وهو الموقع الذي حقق نجاحاً وشهرة واسعة في الشبكة العنكبوتية، فقلده الكثيرون، ولكن لا يزال هذا الموقع الأكثر تميزاً عن غيره لترتيبه بشكل سهّل على جميع الفئات استخدامه، ولأن التسجيل فيه مجاني وبدون مقابل.. باستثناء العضوية بكافة الامتيازات، فهي بشراء بطاقات ولكنها بأسعار رمزية.

ومع أن الموقع سعودي إلا أن شهرته وصلت إلى أماكن أبعد في عدة دول من جميع أنحاء العالم.
موقع (زوجتي دوت كوم) فكرة ذكية وفرت على كثير من الشباب من الجنسين عناء البحث عن شريك حياتهم وخيبات الأمل التي قد تلي أي اختيار خاطئ والذي غالباً ما يقع عن طريق الأهل، فمع الزواج التقليدي أنت وحظك!؛ يا يصيب اختيار أمك أو يخيب!.. ونفس الشيء مع البعض من الخطابات اللاتي لم يسلم أحد من نصبهن واحتيالهن وتغييرهن للحقيقة.
إلا أن التعارف بغرض الزواج عن طريق مثل هذه المواقع له سلبياته أيضاً والتي سنكشف عنها من خلال هذا الحوار
السريع مع مؤسس الموقع (عبدالله الجوهر)- صاحب الموقع والمشرف عليه-:

- في البداية أود معرفة هدفك من إنشاء هذا الموقع؟
الهدف هو مساعدة الشباب على إكمال دينهم بالزواج وتحقيق أحلامهم بالارتباط بأزواج بنفس المواصفات التي يتمنونها في رفيق الدرب.
- ومتى تأسس موقع (زوجتي دوت كوم)؟
تأسس في بداية عام 2000، أي له 6 سنوات.. ولا يزال قائماً حتى الآن.
- من أين أتيت بهذه الفكرة؟
في الحقيقة كنت ألاحظ وجود مواقع أجنبية متخصصة في الجمع بين الرجال والنساء لأجل إقامة علاقات وصداقات، ففكرت في عمل موقع مشابه ولكن لهدف أسمى وهو الزواج وشعرت بأن الفكرة ستنجح، وتم تنفيذها بعزم مني ولله الحمد فقد نجحت بالفعل، حيث تزوج عن طريق موقعنا الكثير من الناس ومنهم اليوم من لديه أبناء.
- ما شاء الله.. وكم وصل عدد المسجلين في الموقع حتى الآن؟
وصل عددهم إلى أكثر من 233 ألف، والعدد في ازدياد والحمد لله.
- وماذا عن الذين توفقوا بفضل الله ثم موقعكم ووجدوا نصفهم الآخر.. كم وصل عددهم؟
هذه نحسبها بناءً على رسائل الشكر التي تصلنا من أشخاص استطاعوا الزواج بسهولة عن طريق الموقع، وأيضاً عن طريق رسائل يطلب فيها أصحابها أن يتم حذف الملف الشخصي الخاص بهم لأنهم تزوجوا أو على وشك الزواج بعد أن وجدوا الشريك المناسب في موقعنا.
- سمعت بأن هناك مضايقات تتم من قبل بعض الشباب المسجلين بالموقع، فهناك من يستغل تواجده فيه لأغراضه الدنيئة كأن يسجل لأجل (الترقيم) والتعارف بغرض اللهو والتسلية، وهناك من يكذب على أي فتاة مسجلة بالموقع مدعياً أنه جاد ولكن نيته التلاعب بمشاعر الفتيات اللاتي سجلن بهدف الارتباط على سنة الله ورسوله، وقمت أنا شخصياً بالتسجيل ووضعت بيانات ملفتة من أجل التحقق من الأمر فرأيت بالفعل ما تعاني منه الفتيات المسجلات في الموقع.. فما موقفكم من هؤلاء؟
- نحن لا نعلم ماذا يدور في الخفاء، لذا وضعنا تحذيراً لكل من يرغب في التسجيل بأنه سيتم إلغاء ملفه الشخصي إذا وصلتنا شكوى عنه أو نعطيه إنذاراً، ونوهنا بأنه إذا كان هدف البعض غير الزواج بل التسلية وإقامة علاقات غير شرعية فيجب أن يتقي الله ولا يسجل.
- هناك من الفتيات أو السيدات من تكتب المواصفات التي تريدها في زوج المستقبل بملفها الشخصي ليتواصل معها من يتمتع بنفس المميزات التي تتمناها، ولكن تصلها عروض وطلبات من رجال ليس فيهم شيء من المواصفات التي وضعتها، فما رأيكم؟
كلامك صحيح، كأن تذكر إحداهن في ملفها الخاص بها أنها ستتجاهل أي رسالة تأتيها من رجل متزوج أو نيته زواج المسيار ولكن قد تفاجأ برسائل من رجال متزوجين ورسائل أخرى من الراغبين في الزواج المسيار!
مشكلة البعض من الرجال في مجتمعنا أنهم لا يقرئون جيداً وإذا قرءوا لا يفهمون!
- وكيف تتواصلون مع المسجلين إذا واجهوا مشكلة ما أو احتاجوا إلى مساعدة؟
عن طريق البريد الإلكتروني، والجوال.. ولكن أكثر الأشخاص يفضلون التواصل معنا بواسطة الإيميل لأنه الطريقة الأكثر عملية. ولدينا في موقعنا مراقبين ودعم فني للرد على أي استفسار، كما أتواجد أنا بالموقع كل يوم للتفقد ومراقبة سير العمل.
نشر في: مجلة (رؤى) مارس 2006

الدمام تشكو من هؤلاء!!

لا يخلو أي مجتمع من شريحة من الأفراد اعتدنا أن نصفهم بالمتخلفين فكرياً وسلوكياً.. مجموعة ابتلي بها المجتمع من رجال ونساء وشباب وأطفال...غير أن هذه الفئة في مجتمعنا لا تطاق أبداً!
سأذكر ما جرى لي في أحد المجمعات التجارية بالدمام وفي أحد أيام الصيف حيث تزدحم فيه مدينتنا بسكانها ومئات المواطنين من مناطق أخرى.
قررت الدخول إلى مكان تناول الطعام المخصص للعائلات لاحتساء مشروب بارد, إذ لا يوجد مقهى في ذلك المجمع.. وفوجئت بتحول المكان مع الازدحام إلى حاوية للنفايات (أعزكم الله) فالمهملات ملقاة في كل ركن, والأرضية مليئة ببقايا الأكل والمشروبات.. فاخترت طاولة بعيدة عن تلك القاذورات والضجة من حولي.. ولكنني لم أسلم من شقاوة الأطفال الذين لا أعرف كيف سيتصرفون لو كانوا في بيوتهم وليس في مكان عام؟؟!، حيث كنت شاردة الذهن وإذا ببالونة مملوءة بالماء ترتطم بي, قذفها أحدهم من بعيد.. فأخذت ألتفت يميناً ويساراً علني أضبط ذلك الشقي لألقنه درساً, وأنا أجفف نفسي من الماء.. والذي كنت أتمنى أنه ماء فعلاً وليس مشروباً غازياً!.. وأخيراً عرفت الفاعل من نظرات أمه المرتبكة.. فاكتفيت بنظرة حادة لأن الأدب يمنعني من الدخول في نزاع وفي مكان عام!
خرجت من المكان وأنا منزعجة جداً وأشعر بكثير من القرف!! فالمكان كان مثيراً للاشمئزاز! والغريب أن العائلات الموجودة كانت تأكل وجباتها بشهية مفتوحة, فالجميع يأكل بشراهة في مكان يسد النفس تماماً!!..وبعيداً عن تلك المجمعات المصابة بجنون البقر في الصيف والإجازات!، نجد أن الكورنيش الذي يفترض به أن يكون الملاذ لمرتاديه قد تحول هو أيضاً في هذه المواسم إلى مكان آخر مختلف تماماً وقد تغيرت معالمه بفعل بقايا الوجبات والعلب المرمية هنا وهناك.. والأكياس القذرة المتطايرة.. والفئران التي تسرح وتمرح فيه مع ازدياد كمية المهملات... والغريب أن هناك الكثير من حاويات النفايات في الكورنيش.. فهل هي هواية لهؤلاء المتخلفين أن يستمتعوا برمي ما يشاءون في الأماكن العامة؟؟!
وما لفت انتباهي في إحدى المرات التي كنت أتجول فيها على الكورنيش منظر عامل نظافة كان في حالة يرثى لها, حيث كان واضحاً عليه التعب والإرهاق وهو يلتقط تلك المخلفات ولكن بلا فائدة، فما أن يتم التخلص منها ويعود للمكان رونقه صباحاً حتى تعم الفوضى من جديد مساءً.. فأين العقوبة ممن يُحدثونها ويشوهون مدينتنا الحبيبة؟!
وأجزم بأن من يتسبب بهذه الأمور هم من الأجانب المقيمين وسكان المناطق الأخرى فمن المستحيل برأيي أن يسيء المرء لمدينته التي يعيش فيها ويتنفس هواءها ويفخر بها!
وأرى أنه لو وضع مسئولينا عقوبة قاسية على كل من تسول له نفسه رمي شيء في غير المكان المخصص للنفايات لما ظهرت الدمام بهذا الشكل المزري في العطلات، وسيصبح لها هيبة تظهرها بالمستوى الذي يليق بها كمدينة عريقة تعانق أمواج الخليج.
وأطالب أن تكون العقوبة غرامة مالية وأن يخصص جزء من المبالغ المكتسبة لعمال النظافة المساكين الذين يجوبون الشوارع في النهار الساخن وحتى ساعات المساء التي تزداد فيها الرطوبة, لأجل تنظيف الكورنيش مما خلفه المستهترون.
كذلك أقترح عقوبة على من يفتح باب السيارة أثناء وقوفه أمام الإشارة الحمراء فيبصق على الشارع بدون احترام للآخرين من حوله, ومن يبصق في أي مكان بشكل عام, فقد أصبح السير على الأقدام في بعض شوارع الدمام كالسوق الشعبي وغيرها من الأماكن المزدحمة بالعمالة الآسيوية أمراً صعباً للغاية بسبب تلك العادة القبيحة التي ترغمك على المشي وأنت تنظر إلى الأسفل!؟
وأرجو أن تكون العقوبة مهينة بحيث تجعله يخشى فعل ذلك مجدداً, وأقترح أن تكون بجعله يخلع قميصه ويمسح به ما لفظه وأن يقوم بتنظيف المكان وما حوله لمدة لا تقل عن 8 ساعات أسوة بإحدى الدول المتقدمة.. وحبذا لو كان فوقها غرامة مالية تكفي لردعه!!
حرر في: أغسطس 2004

شباب السعودية وثقوب الجسم.. تمرد أم جنون؟









هوس التشبه يقودهم إلى الإصابة بالفيروسات
شباب السعودية وثقوب الجسم.. تمرد أم جنون؟


ليست موضة جديدة بل موجودة منذ سنوات.. ولكنها وصلت إلينا مؤخراً بفعل العولمة والانفتاح الذي يشهده مجتمعنا، وبدأت في الانتشار بشكل هائل بين فتياتنا والقليل من شبابنا.
إنها موضة ثقب أي مكان غير تقليدي في الجسم وتزيينه بحلق فضي أو ذهبي أو غيره سواء إكسسوار أو من الذهب أو الفضة الخالصة.
في البداية وقبل الحديث عن أضرار هذه الموضة قررت معرفة السبب الذي يدفع بالبعض إلى عملها.. هل هو الهوس بالموضة أياً كانت.. أم رغبة في التمرد.. أم مجرد تقليد أعمى لشباب الغرب؟
فاتجهت بأسئلتي إلى أكثر الأماكن التي تشهد تجمعاً للفتيات المراهقات والعشرينيات إذ أنهن أكثر من يلهث وراء الموضة، وفي أحد المعاهد بالخبر لاحظت عدداً لا بأس به من الطالبات اللاتي يرتدين ملابس على الموضة وهناك منهن من انفردن بقصات شعر غريبة وفريدة من نوعها.. أيضاً فقد كانت هناك من تضع عدة حلقات فضية على أذنها وأخرى تضع حلقة من الذهب الأبيض على أنفها.. وأخرى هي أكثر من لفتت نظرنا فكان لنا حديث عابر معها.
تحدثت إلي عن تجربتها، (جود)- 19عاماً- طالبة بأحد المعاهد المتخصصة في الحاسب الآلي– والتي قامت بعمل ثقب جديد تحت شفتها السفلية في أحد المراكز المنتشرة خارج المملكة ، فقالت:
((أحببت هذه الموضة التي رأيتها تزين وجوه شهيرات الغرب الشابات وعلى الأخص مغنيات الـRock فقررت أن أجربها)).
وأضافت قائلة:
((اخترت هذه المنطقة في وجهي لأنني أنشد التميز وأن يكون لي ستايلي الخاص فأكثر الفتيات الآن يقدمن على عمل عدة ثقوب بالأذن أو الأنف.. أما الحركة التي قمت بها فهي غير شائعة جداً في مجتمعنا)).
وطرحت عليها سؤالاً آخر، عن مدة عملية الثقب هذه فأجابت قائلة:
((أخذت دقائق معدودة!)).
وأخذت تحكي لي عن التفاصيل فقالت:
((كانت الغرفة التي خضعت فيها لعملية الثقب تلك نظيفة جداً، وطلبت مني السيدة المتخصصة في هذه العملية السريعة أن أجلس على كرسي ثم مسحت ذقني بمنديل فيه مادة معقمة أو مخدرة.. لا أعلم بالتحديد!؟ ثم سحبت شفتي السفلية للأمام وأبقتها على هذا الوضع.. وبيدها الأخرى أحضرت إبرة عندما رأيتها أردت الهرب لولا أنها ضيقت الخناق علي!))
وتواصل حديثها قائلة:
((كانت الإبرة كبيرة ومخيفة والطريقة في الثقب بدائية.. غرست الإبرة تحت شفتي السفلية بسنتيمتر تقريباً، وكنت أنتظر وجعاً قوياً.. وانتهت المهمة بسحب الإبرة ولم أشعر بألم كبير، ثم وضعت القطعة المعدنية وثبتتها في مكانها جيداً)).
وسألت (جود) إذا كانت قد عانت من أي نتائج سلبية فيما بعد، فقالت:
((بصراحة نعم.. فقد أصبت بحساسية من المعدن الموضوع.. ليست مؤلمة ولكنها أظهرت ذقني وكأنه متقرح..أما الحساسية فقد خفت بعد فترة قصيرة.. وأعتقد أن سرعة الشفاء تعتمد على نوع البشرة.. وأيضاً لأن السيدة المتخصصة التي قامت بعمل الثقب نصحتني بتناول كبسولات الزنك كل يوم ليعود الجلد إلى طبيعته بسرعة)).
وسألتها إذا كانت ستحتفظ بهذه الحركة على وجهها إلى الأبد فأجابت:
(( بالطبع كلا!.. عندما أكبر وأصبح امرأة عاقلة فسأنزعها لأن شكلي سيكون "سخيف" لو أبقيتها وأنا قد تعديت الثلاثين أو الأربعين!)).
وطلبت من (جود) أن تسدي نصيحة للفتيات الراغبات في عمل ذات الشيء بما أنها ملمة بمثل هذه الأمور لاطلاعها وثقافتها، وأيضاً لأنها قد جربت من قبل.. فقالت:
((أولاً عليهن اختيار مركز ذو سمعة محترمة ويحرص المتخصصون فيه على تعقيم الأدوات جيداً لأنني وكما قرأت مرة في إحدى المجلات الطبية أن فيروس التهاب الكبد الوبائي B قد ينتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق الوشم أو ثقب أجزاء من الجسم بأدوات ملوثة و غير معقمة.
وأحذرهن أيضاً بأن لا يقمن بعمل الثقب بأنفسهن لأن ذلك قد يتسبب بالتهابات وتلوث)).
وتابعت حديثها قائلة: (( بعد أن تنتهي عملية الثقب بأيام قليلة قد يشعرن بحكة أو وخز وحساسية.. هنا أنصحهن بعدم حك المنطقة أو تحريك المعدن خلال هذه الفترة، فقد تتلوث المنطقة وتصاب بالتهاب)).
أخيراً سألت (جود) إذا كانت تنصح غيرها من الفتيات بها، فأجابت: (( نعم، فقد حظيت بكثير من الانتباه من الطالبات بالمعهد وأتت إلي البعض منهن للسؤال عما إذا كانت تؤلم ولماذا عملتها.. إلخ!..)).
وكان لي حديث آخر مع (ريم)- 22 عاماً- طالبة جامعية- والتي كانت مميزة بقطعة غير تقليدية من الذهب تزين أنفها.
سألتها عن السبب الذي شجعها على القيام بثقب في الأنف فأجابت:
((أولاً أريد القول أن ثقب الأنف ليس موضة غربية فهي موجودة منذ زمن طويل في مجتمعنا الخليجي وأعتقد أنها (ستايل) هندي وصل منذ سنوات قليلة إلى الغرب.. وقد قمت بهذه الحركة لأنني وجدتها تناسبني كثيراً لأن أنفي جميل بشهادة الجميع لذا فإنه يستحق أن أبرز جماله أكثر)).
وتواصل حديثها قائلة:
((بعد أن عملت الثقب قلدتني الكثير من الزميلات.. وأحاول الآن أن أتميز عنهن بوضع حلقات فضية أو قطع من الذهب ذات شكل غريب.. وقريباً سأغيرالـLook بقطعة من الماس)).
وعما إذا كان الثقب في الأنف مؤلماً، قالت (ريم): (( لا أبداً.. لم أشعر بألم ولكنني شعرت بوخزة خفيفة.. وأعتقد أن الأنف وشحمة الأذن منطقة غير مؤلمة بتاتاً.. أما ثقب منطقة أخرى من الجسم كما تفعل الكثير من الفتيات الآن فليست بفكرة جيدة في نظري أولاً لأنها مؤلمة جداً كما قالت إحدى صديقاتي والتي جربتها في اللسان في فترة مراهقتها لتقلد أحدى عضوات فرقة Spice Girls أكثر الفرق الغنائية شعبية في تلك الأيام.
.. وثانياً لأن المنطقة لن تلتئم بعد نزع القطعة أو الحلقة حتى لو مرت سنوات! وستبقى بأثر كما سمعت)).
في النهاية كان لي لقاء بالدكتور (خليل أبو حجر) - أخصائي أول جراحة عامة- بمستوصف الروضة بالدمام، والذي تحدث إلي عن هذه الظاهرة مؤكداً أنها منتشرة وبقوة، قائلاً:
((بما أني المسئول عن عمل الثقب في الأذن أو الأنف في هذا المستوصف إضافة إلى ممارستي لتخصصي فقد أتت إلي الكثير من الفتيات الراغبات في عمل ثقب في أماكن غير عادية كالسرة واللسان والذقن ولكنني كنت أرفض ولا زلت لأنني أرى أن الثقب في غير الأذن يشوه المظهر وفيه تشبه بغير المسلمين)).
فسألته: وماذا عن الأنف؟.. أليس يعد تشويهاً أيضاً؟
فأجاب:
(( لا.. لا بأس بثقب الأنف نظراً لأن مكان الثقب في الأنف أو الأذن قد يلتئم بعد فترة من نزع الحلق عكس الأماكن الأخرى. وأيضاً لأن ثقب الأنف زينة عرفت قديماً عند العرب والشرقيين وليس فيها تشبه بالغربيين)).
وعن أضرار ثقب الجسم بشكل عام، قال أنه إذا أراد أحد ثقب أي مكان بجسمه فعليه أن يتأكد من أن الأدوات معقمة تماماً لأنه احتمال أن ينتقل إليه فيروس من أي شخص مريض استخدمت له نفس الأدوات ولم تعقم أو لم تعقم جيداً.
وكان لي اتصال بالشيخ أ.(سامي المبارك)- رئيس قسم التربية الإسلامية بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، وخطيب بجامع الأنصار بالدمام- فتحدث عن هذه الظاهرة قائلاً:
((هذه الموضة كانت موجودة حتى قبل 30 عاماً ولكنها انتشرت وتحولت إلى ظاهرة مع تقدم التكنولوجيا التي قربت البعيد وجعلت العالم قرية صغيرة، فتأثر الكثير من شبابنا بالشباب الغربي في كثير من الأمور منها أسلوبهم في اللبس وقصات الشعر وغيرها)).
وعما إذا كانت هذه الموضة محرمة أم مباحة في ديننا الإسلامي أجاب قائلاً:
((هذه الحركات حرام، أولاً لأن فيها تغييراً لخلقة الله عز وجل. قال الله تعالى: " ولآمرنهم فلا يغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً"، وفي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله أن الشيطان يزين للإنسان تغيير خلقته.. وثانياً لأن فيها تشبه بالكفار، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم.
أيضاً قد يكون لكل حركة معنى وضيع، فهناك حركات مشابهة تعبر عن الشذوذ الجنسي لصاحبها)).
وعن إتباع الشبان لهذه الموضة قال:

(( إضافة لكونها تقليد للكفار وفسق، ففيها تشبه بالنساء ومعروف أن من يتشبه بالجنس الآخر ملعون من الله. فقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال").
ودعا الشيخ (المبارك) الجهات المسئولة إلى توعية الشباب من الجنسين وتحذيرهم لأنهم بحاجة إلى ذلك في هذا الزمن المليء بالفتن، وخاصة أن مجتمعنا يشهد الآن تغيرات متسارعة وانفتاحاً أكثر من قبل.
نشر في: جريدة (شمس)21 ديسمبر 2005م