مستغلين المكان والطقس
متسولون يبحثون عن الثراء عند إشارات المرور!
تراهم عند المحلات التجارية، أفخم المطاعم، أمام المساجد وقرب أجهزة الصرف الآلي، وأغلبهم حول الإشارات المرورية.. وأحياناً لا مانع لديهم من زيارة بيتك!
إنهم المتسولون الذين ازدادت أعدادهم خلال البضع سنوات الأخيرة، مع أننا نعيش في واحدة من أغنى بقاع العالم!
في كل مكان نسير فيه أضحينا نرى أيادٍ ممدودة هنا وهناك، وكلمات استعطاف وتضرع رغبة في أقل القليل.
ويوجد من ليس بحاجة إلى المال فهو مقتدر ولكنه يمارس التسول بدافع الطمع واستغلال الآخرين.
سأركز في تحقيقي على هؤلاء.. المقتدرين الجشعين.
قمت بجولة في الأماكن التي يفضلها المتسولون في مهمتهم اليومية التي أصبحت ظاهرة جديدة تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا، فكانت هذه المشاهد...
متسولون يبحثون عن الثراء عند إشارات المرور!
تراهم عند المحلات التجارية، أفخم المطاعم، أمام المساجد وقرب أجهزة الصرف الآلي، وأغلبهم حول الإشارات المرورية.. وأحياناً لا مانع لديهم من زيارة بيتك!
إنهم المتسولون الذين ازدادت أعدادهم خلال البضع سنوات الأخيرة، مع أننا نعيش في واحدة من أغنى بقاع العالم!
في كل مكان نسير فيه أضحينا نرى أيادٍ ممدودة هنا وهناك، وكلمات استعطاف وتضرع رغبة في أقل القليل.
ويوجد من ليس بحاجة إلى المال فهو مقتدر ولكنه يمارس التسول بدافع الطمع واستغلال الآخرين.
سأركز في تحقيقي على هؤلاء.. المقتدرين الجشعين.
قمت بجولة في الأماكن التي يفضلها المتسولون في مهمتهم اليومية التي أصبحت ظاهرة جديدة تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا، فكانت هذه المشاهد...
في البداية رأيت طفلة سمراء البشرة ترتدي ملابس جيدة ولكنها ممزقة.. ويبدو لي أنها ممزقة بتعمد!
سألتني المال فسألتها؛ أين أهلك عنك؟! أين أمك؟ فأجابت: "أمي تترزق الله عند الإشارة"!
سألتني المال فسألتها؛ أين أهلك عنك؟! أين أمك؟ فأجابت: "أمي تترزق الله عند الإشارة"!
وبعد ابتعادي عن المنطقة الاستراتيجية التي تحتلها الإبنة وهي بوابة مجمع تجاري في الخبر، وجدت امرأة عند الإشارة تتسول بصورة مكررة وهي تحمل طفلاً رضيعاً في عز الرطوبة.. سألتها؛ يا أختي ما ذنب هذا الطفل الرضيع؟ وما ذنب تلك الإبنة التي تركتيها لوحدها في الشارع حتى يعانيا في طفولتهما؟!.. ولكنها لم ترد علي!
امرأة أخرى تضع في حضنها أيضاً طفلاً رضيعاً يبدو عليه التعب، رأيتها لأكثر من مرة أمام أحد المطاعم الشهيرة في الخبر، وبعد أن آلمني مظهر الطفل الذي كان يتنفس بصعوبة بسبب ارتفاع حرارة الجو والرطوبة والجوع والعطش، ذهبت إليها وطلبت منها أن تعود إلى بيتها وإلا فسوف أتصل بالمسؤولين! وابتعدت على أمل أن يؤثر فيها كلامي فترحم طفلها وتعود به إلى البيت، ولكنني عدت بعد أيام ورأيتها بالمصادفة في نفس المكان ولا يزال طفلها في حضنها مرمياً كجثة هامدة!!
مشهد آخر أراه يومياً وفي كل الأوقات، أطفال ومراهقون يجوبون الشوارع ويقفون في كثير من الأحيان عند أية إشارة، يبيعون معطرات للسيارة ويحملون أيضاً علب مناديل ورقية.. قد يشتري منهم البعض، وقد يعطيهم البعض الآخر المال دون أن يأخذ منهم شيئاً رأفة بحالهم، وما هذا المشهد إلا تسول، ولكن بطريقة غير مباشرة، كما أنه مجازفة بأرواحهم نظراً لخطورة ما يقومون به من المشي من شارع لآخر والتنقل بين السيارات الواقفة أمام الإشارة.
وبعيداً عما أراه بعيني في كل مرة أخرج فيها.. إليكم هذه المواقف الطريفة التي حدثت مع البعض ممن استطلعت آرائهم في هذه الظاهرة...
تقول (ن)- موظفة-:
(( توفي شخص عزيز علي ووجدت نفسي أنغمس في أعمال الخير لأتصدق عنه.. وفي أحد الأيام كنت أتجول بأحد المجمعات الكبرى، وتقدمت إلي امرأة يبدو أنها في أواخر الثلاثينات من عمرها، وأخذت تتوسل إلي وتسترحمني قائلة أن لديها ابنة مريضة وتحتاج إلى أدوية ولا تريد مني سوى 50 ريالاً فقط، ففرحت لأنني وجدت مسكيناً أساعده وأعطيتها 100 ريال، أي ضعف ما أرادت، فلم تشكر وإنما طمعت! قائلة: "طيب، زيديني 100 وخلاص!"... وهنا انعقد لساني فابتعدت عنها وأنا أنظر إلي صديقتي التي كانت تسير معي وكلي ذهول مما رأيت!
بعدها أعطتني صديقتي محاضرة منها؛ ليس كل من يمد يده محتاج، ولا تكوني (على نياتك!)، ولكن إن كنت ترغبين في التصدق فلا تعطي أمثال تلك المرأة أكثر من 10 ريال!)).
أما (أمل)- طالبة جامعية - فقالت:
"كنت أتسوق في أحد المراكز التجارية واقتربت مني امرأة ترجوني أن أعطيها 20 ريال لأنها صائمة ولم تفطر بعد وليس معها نقود، فلم أتردد في إخراج محفظتي لأعطيها.. ولكن شاء الله أن يكشف حقيقتها أمامي لاحقاً، إذ وجدتها بالصدفة بعد ساعة تتبضع من أحد أشهر محلات الشوكولاته والمعروف بارتفاع أسعاره!!، فوجدت نفسي واقفة أمام المحل وأحدق فيها بينما بدا عليها الإحراج من افتضاح أمرها!"
وتضيف:
"لا أعرف لماذا يتذلل البعض من الناس ويهدرون كرامتهم ولديهم القدرة!!؟.. ربما يكون السبب البخل أو قد يكون مرض نفسي يستلزم العلاج، ولكنها في النهاية عادة خسيسة ومدعاة لغضب الله، فويل لمن يسأل الناس وهو مقتدر".
وتحكي (ريم)- موظفة- عن موقف حدث لها أثناء جلوسها مع صديقاتها في أحد الكافيهات الشهيرة بالخبر:
" كنت أحتسي القهوة أنا واثنتان من صديقاتي في ذلك المقهى، ودخلت امرأة لتتسول بكل جرأة أمام العاملين في المقهى والذين يبدو أنهم لم ينتبهوا لما تفعل.. كانت تسير بالقرب من كل طاولة وتمد يدها لكل عائلة متواجدة، وكلما يأست من أحد اتجهت إلى غيره.. وأقبلت علينا ومدت يدها إلينا وهي تتوسل وتدعو، ولكنني لم أعطيها ريالاً واحداً حتى! فلم يكن مظهرها يوحي بأنها امرأة محتاجة، فهي ما شاء الله ممتلئة من العافية، وعبائتها يبدو أنها جديدة ومكوية ومن أفضل ما يكون!
وكان يوجد بالقرب منا شلة بنات واضحة عليهن آثار النعمة فاتجهت إليهن تلك المتسولة بعد أن يأست منا، وظننت أنا وصديقاتي بأنهن لن يعطينها شيئاً ولكنني فوجئت بكل واحدة منهن تخرج كمية من الريالات من محفظتها وتضعها في يدها فشعرت بالحنق وكدت أن أقوم لا شعورياً لأوبخ الفتيات على سذاجتهن وتشجيعهن لها"!!
ويقول (علي)- موظف-:
"لاحظت انتشار هذه الظاهرة وقد أثارت بداخلي الكثير من الشجون والألم، فهي تشوه صورة منطقتنا العامرة بالثروات والخير.
وبالنسبة لي فقد حدثت معي مواقف عديدة مع هؤلاء المحتالين كغيري من الناس، ويبدو أن التسول بالإغراء موضة جديدة في عالم المتسولات فقد استوقفتني فتاة بأحد المجمعات التجارية لتتسول مني وهي بكامل زينتها، بالعبائة المزركشة والعينين المليئتين بالمكياج من وراء البرقع، وبصوت متغنج ظناً منها بأنها ستحصل على ما تريد بالإغراء، ولكنني طلبت منها أن تولـّي بعيداً فـ"هالحركات ما تمشي علي"!!
وأنهى حديثه إلي متسائلاً عن دور مكتب مكافحة التسول في القضاء على هذه الظاهرة المتفشية!؟
وأنا بدوري كان لي اتصال بمدير مكتب مكافحة التسول بالدمام، الأستاذ ( بشير اللويش) والذي أفاد في معرض حديثه بهذا الصدد بأن هناك حملات ميدانية مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة السيئة والدخيلة على مجتمعنا على مدار الساعة من قبل شرطة المنطقة الشرقية والدوريات الأمنية ومكتب مكافحة التسول بالدمام، شملت الأسواق والمحلات التجارية والإشارات المرورية والمساجد وقد أسفرت عن القبض على العديد من المتسولين والمتسولات والذين أغلبهم من الأجانب ومخالفي نظام الإقامة حيث بلغ إجمالي المقبوض عليهم خلال شهر رمضان المبارك 134 متسول ومتسولة.
مشيراً إلى الدور البارز الذي يقوم به المواطن حيال التصدي لهذه الظاهرة وعدم تحقيق مأرب المتسولين والتعاطف معهم بعدما اتضح لهم أن أولئك المتسولين ليسوا في حاجة وأنهم بعملهم هذا يسيئون إلى سمعة الوطن والمواطن.
وأشاد اللويش بالتعاون اللامحدود الذي يقدمه المواطن والمقيم على حد سواء للتصدي لهذه الظاهرة وذلك من خلال البلاغات التي ترد المكتب على مدار الساعة.
وحث اللويش المواطنين وأصحاب الخير بأهمية توجيه تبرعاتهم وصدقاتهم وزكاتهم إلى الجمعيات الخيرية المختصة، حيث أنها هي الجهات التي تتلمس حاجات المحتاجين وإيصال تلك التبرعات والزكوات إلى مستحقيها بناءً على بحوث اجتماعية دقيقة تعد من قبل المسئولين بتلك الجمعيات.
وثمّن اللويش دور الجهات الأمنية ممثلة بقوة المهمات الخاصة بشرطة المنطقة الشرقية في القبض على المتسولين على مدار الساعة مما كان لها الأثر الفعال في الحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.
وبعيداً عما أراه بعيني في كل مرة أخرج فيها.. إليكم هذه المواقف الطريفة التي حدثت مع البعض ممن استطلعت آرائهم في هذه الظاهرة...
تقول (ن)- موظفة-:
(( توفي شخص عزيز علي ووجدت نفسي أنغمس في أعمال الخير لأتصدق عنه.. وفي أحد الأيام كنت أتجول بأحد المجمعات الكبرى، وتقدمت إلي امرأة يبدو أنها في أواخر الثلاثينات من عمرها، وأخذت تتوسل إلي وتسترحمني قائلة أن لديها ابنة مريضة وتحتاج إلى أدوية ولا تريد مني سوى 50 ريالاً فقط، ففرحت لأنني وجدت مسكيناً أساعده وأعطيتها 100 ريال، أي ضعف ما أرادت، فلم تشكر وإنما طمعت! قائلة: "طيب، زيديني 100 وخلاص!"... وهنا انعقد لساني فابتعدت عنها وأنا أنظر إلي صديقتي التي كانت تسير معي وكلي ذهول مما رأيت!
بعدها أعطتني صديقتي محاضرة منها؛ ليس كل من يمد يده محتاج، ولا تكوني (على نياتك!)، ولكن إن كنت ترغبين في التصدق فلا تعطي أمثال تلك المرأة أكثر من 10 ريال!)).
أما (أمل)- طالبة جامعية - فقالت:
"كنت أتسوق في أحد المراكز التجارية واقتربت مني امرأة ترجوني أن أعطيها 20 ريال لأنها صائمة ولم تفطر بعد وليس معها نقود، فلم أتردد في إخراج محفظتي لأعطيها.. ولكن شاء الله أن يكشف حقيقتها أمامي لاحقاً، إذ وجدتها بالصدفة بعد ساعة تتبضع من أحد أشهر محلات الشوكولاته والمعروف بارتفاع أسعاره!!، فوجدت نفسي واقفة أمام المحل وأحدق فيها بينما بدا عليها الإحراج من افتضاح أمرها!"
وتضيف:
"لا أعرف لماذا يتذلل البعض من الناس ويهدرون كرامتهم ولديهم القدرة!!؟.. ربما يكون السبب البخل أو قد يكون مرض نفسي يستلزم العلاج، ولكنها في النهاية عادة خسيسة ومدعاة لغضب الله، فويل لمن يسأل الناس وهو مقتدر".
وتحكي (ريم)- موظفة- عن موقف حدث لها أثناء جلوسها مع صديقاتها في أحد الكافيهات الشهيرة بالخبر:
" كنت أحتسي القهوة أنا واثنتان من صديقاتي في ذلك المقهى، ودخلت امرأة لتتسول بكل جرأة أمام العاملين في المقهى والذين يبدو أنهم لم ينتبهوا لما تفعل.. كانت تسير بالقرب من كل طاولة وتمد يدها لكل عائلة متواجدة، وكلما يأست من أحد اتجهت إلى غيره.. وأقبلت علينا ومدت يدها إلينا وهي تتوسل وتدعو، ولكنني لم أعطيها ريالاً واحداً حتى! فلم يكن مظهرها يوحي بأنها امرأة محتاجة، فهي ما شاء الله ممتلئة من العافية، وعبائتها يبدو أنها جديدة ومكوية ومن أفضل ما يكون!
وكان يوجد بالقرب منا شلة بنات واضحة عليهن آثار النعمة فاتجهت إليهن تلك المتسولة بعد أن يأست منا، وظننت أنا وصديقاتي بأنهن لن يعطينها شيئاً ولكنني فوجئت بكل واحدة منهن تخرج كمية من الريالات من محفظتها وتضعها في يدها فشعرت بالحنق وكدت أن أقوم لا شعورياً لأوبخ الفتيات على سذاجتهن وتشجيعهن لها"!!
ويقول (علي)- موظف-:
"لاحظت انتشار هذه الظاهرة وقد أثارت بداخلي الكثير من الشجون والألم، فهي تشوه صورة منطقتنا العامرة بالثروات والخير.
وبالنسبة لي فقد حدثت معي مواقف عديدة مع هؤلاء المحتالين كغيري من الناس، ويبدو أن التسول بالإغراء موضة جديدة في عالم المتسولات فقد استوقفتني فتاة بأحد المجمعات التجارية لتتسول مني وهي بكامل زينتها، بالعبائة المزركشة والعينين المليئتين بالمكياج من وراء البرقع، وبصوت متغنج ظناً منها بأنها ستحصل على ما تريد بالإغراء، ولكنني طلبت منها أن تولـّي بعيداً فـ"هالحركات ما تمشي علي"!!
وأنهى حديثه إلي متسائلاً عن دور مكتب مكافحة التسول في القضاء على هذه الظاهرة المتفشية!؟
وأنا بدوري كان لي اتصال بمدير مكتب مكافحة التسول بالدمام، الأستاذ ( بشير اللويش) والذي أفاد في معرض حديثه بهذا الصدد بأن هناك حملات ميدانية مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة السيئة والدخيلة على مجتمعنا على مدار الساعة من قبل شرطة المنطقة الشرقية والدوريات الأمنية ومكتب مكافحة التسول بالدمام، شملت الأسواق والمحلات التجارية والإشارات المرورية والمساجد وقد أسفرت عن القبض على العديد من المتسولين والمتسولات والذين أغلبهم من الأجانب ومخالفي نظام الإقامة حيث بلغ إجمالي المقبوض عليهم خلال شهر رمضان المبارك 134 متسول ومتسولة.
مشيراً إلى الدور البارز الذي يقوم به المواطن حيال التصدي لهذه الظاهرة وعدم تحقيق مأرب المتسولين والتعاطف معهم بعدما اتضح لهم أن أولئك المتسولين ليسوا في حاجة وأنهم بعملهم هذا يسيئون إلى سمعة الوطن والمواطن.
وأشاد اللويش بالتعاون اللامحدود الذي يقدمه المواطن والمقيم على حد سواء للتصدي لهذه الظاهرة وذلك من خلال البلاغات التي ترد المكتب على مدار الساعة.
وحث اللويش المواطنين وأصحاب الخير بأهمية توجيه تبرعاتهم وصدقاتهم وزكاتهم إلى الجمعيات الخيرية المختصة، حيث أنها هي الجهات التي تتلمس حاجات المحتاجين وإيصال تلك التبرعات والزكوات إلى مستحقيها بناءً على بحوث اجتماعية دقيقة تعد من قبل المسئولين بتلك الجمعيات.
وثمّن اللويش دور الجهات الأمنية ممثلة بقوة المهمات الخاصة بشرطة المنطقة الشرقية في القبض على المتسولين على مدار الساعة مما كان لها الأثر الفعال في الحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.